العالم العربيفلسطين

حماس تتهم إسرائيل بارتكاب خروقات خطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة

اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأحد، الجيش الإسرائيلي بارتكاب خروقات متكررة وخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن هذه الانتهاكات أدت إلى مقتل 46 فلسطينيًا وإصابة 132 آخرين منذ بدء سريان الاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وقالت الحركة في بيان رسمي، إن قوات الاحتلال تعمّدت استهداف المدنيين في المناطق المسموح لهم بالتحرك فيها، مشيرة إلى أن “نصف الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء وكبار السن”، ومن بينهم عائلة أبو شعبان التي أُبيدت بالكامل، وضمت سبعة أطفال وامرأتين.

سيطرة نارية على مناطق الانسحاب

وأوضحت حماس أن الجيش الإسرائيلي يفرض سيطرة نارية على شريط ممتد على طول خط الانسحاب المؤقت المعروف بـ”الخط الأصفر”، بعمق يتراوح بين 600 و1500 متر في الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية من قطاع غزة.

وأضافت أن قوات الاحتلال تمنع السكان من العودة إلى منازلهم باستخدام القصف المدفعي والمسيرات “كواد كابتر” وإطلاق النار من الآليات العسكرية ورافعات المراقبة المثبتة على الشاحنات، ضمن منطقة تبلغ مساحتها نحو 45 كيلومترًا مربعًا، وهو ما اعتبرته “خرقًا فاضحًا لخط الانسحاب المؤقت واستمرارًا للتوغلات العسكرية”.

خروقات في إدخال المساعدات الإنسانية

وفيما يتعلق بالبنود الإنسانية، ذكرت الحركة أن الاتفاق ينص على إدخال المواد الغذائية والإنسانية بكميات كافية، غير أن إسرائيل تمنع دخول أصناف أساسية مثل اللحوم والدجاج والمواشي الحية.

وأوضحت أنه خلال تسعة أيام فقط، لم يُسمح سوى بدخول 3 شاحنات غاز و29 شاحنة وقود، في حين ينص الاتفاق على دخول 50 شاحنة وقود يوميًا، أي ما لا يتجاوز 7.1% من الكمية المتفق عليها.

كما انتقدت حماس استمرار إغلاق معبر زيكيم شمال القطاع ومنع إدخال البذور الزراعية والأعلاف وألواح الطاقة الشمسية، مما يعيق جهود الإنتاج الزراعي والصناعي.

منع إعادة الترميم والبنية التحتية

وأكدت الحركة أن إسرائيل تمنع تنفيذ البنود الخاصة بإعادة تشغيل محطة الكهرباء وإصلاح شبكات الصرف الصحي وترميم المستشفيات، رغم أن هذه البنود نصّ عليها الاتفاق بوضوح ضمن مرحلة التعافي المبكر.

ملف الأسرى والمعتقلين

وفي ملف الأسرى، قالت حماس إن الاحتلال يواصل التعنت والتأخر في الإفراج عن النساء والأطفال، ولم يلتزم حتى الآن بتزويد الحركة بكشف دقيق بأسماء المعتقلين في سجونه، ولا بأسماء مئات الشهداء الذين لا يزال يحتجز جثامينهم.

وأضافت أن ذوي المعتقلين المفرج عنهم والمبعدين خارج فلسطين لم يُسمح لهم بمغادرة الضفة الغربية للقاء أبنائهم، مشيرة إلى أن العديد من المعتقلين تعرضوا للضرب والإهانة والتعذيب الممنهج حتى لحظة تسليمهم للصليب الأحمر.

جثامين الشهداء الفلسطينيين

وكشفت حماس أن المقاومة تسلمت جثامين 150 شهيدًا، كان بعضها مقيد اليدين أو يحمل آثار شنق وسحق تحت جنازير الدبابات، ما يشير إلى إعدامات ميدانية بحق الأسرى، على حد قولها.

وأوضحت أن معظم هذه الجثامين ما تزال مجهولة الهوية، مطالبة بإدخال أجهزة فحص الحمض النووي (DNA) لتحديد هوية الشهداء، بالإضافة إلى معدات رفع الركام لانتشال آلاف الجثامين العالقة تحت الأنقاض.

دعوة للوسطاء والمجتمع الدولي

وأكدت حماس في ختام بيانها أنها ملتزمة التزامًا كاملًا ودقيقًا ببنود الاتفاق وملحقاته، مشددة على أنها تعمل بكل مسؤولية للحفاظ على الاستقرار ورفع المعاناة عن سكان قطاع غزة.

ودعت الحركة الوسطاء والجهات الضامنة إلى إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق ووقف خروقاته اليومية، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أي تدهور أو انهيار للاتفاق.

خلفية الاتفاق

ويستند اتفاق وقف إطلاق النار إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تشمل وقف الحرب، ونزع سلاح حركة حماس، والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وكان الاتفاق قد أنهى حربًا وُصفت بأنها إبادة جماعية إسرائيلية بدعم أمريكي بدأت في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل 68 ألفًا و159 فلسطينيًا وإصابة 170 ألفًا و203 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن تدمير 90% من البنى التحتية المدنية في قطاع غزة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى