
أكدت مصر، الأحد، على “ضرورة البدء في أقرب وقت” بتنفيذ خطط التعافي المبكر وإعادة الإعمار في قطاع غزة، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على مدى عامين.
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية أجراها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظرائه في إيطاليا (أنطونيو تاياني)، وإسبانيا (خوسيه مانويل ألباريس)، وألمانيا (يوهان فاديفول)، وكندا (أنيتا أناند)، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
تحضيرات المؤتمر الدولي لإعمار غزة
وبحسب البيان، تناولت الاتصالات التحضيرات الجارية لعقد “المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة”، الذي تستضيفه مصر في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بمشاركة واسعة من الدول والمنظمات الدولية.
وأكد عبد العاطي على أهمية البدء العاجل بتنفيذ خطط التعافي والإعمار في إطار رؤية متكاملة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الخطط تستند إلى المبادرة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار التي أُقرت في مارس/آذار الماضي، إضافة إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
خطة عربية – إسلامية تمتد لخمس سنوات
وتسعى القاهرة إلى تفعيل خطة مشتركة اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تمتد على خمس سنوات بتكلفة تقدر بـ 53 مليار دولار، لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية في القطاع.
خسائر بشرية ومادية فادحة
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، تبلغ تكلفة إعادة إعمار غزة نحو 70 مليار دولار، جراء الدمار الناجم عن حرب الإبادة التي قتلت 68 ألفًا و159 فلسطينيًا وأصابت 170 ألفًا و203 آخرين، معظمهم نساء وأطفال، فيما دُمّر 90% من البنية التحتية المدنية.
إشادة دولية بالدور المصري
وأعرب وزراء خارجية الدول الأربع خلال اتصالاتهم عن تقديرهم للدور المحوري الذي تلعبه مصر في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدين حرصهم على استمرار التنسيق مع القاهرة في ملفات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، خاصة في ضوء المؤتمر الدولي المرتقب.
القاهرة تُفعّل آلية وطنية لجمع التبرعات
وفي السياق ذاته، كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الحكومة مصطفى مدبولي بإنشاء آلية وطنية لجمع مساهمات وتبرعات المواطنين، لدعم تمويل عملية إعادة الإعمار.
كما أعلن السيسي خلال ندوة للجيش المصري بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، أن مصر ستستضيف المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة في نوفمبر المقبل، داعيًا الشعب المصري إلى المساهمة الفاعلة في جهود الإعمار تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
غزة.. منطقة منكوبة بيئيًا وإنشائيًا
وكانت حكومة غزة قد أعلنت، الخميس الماضي، أن القطاع “منطقة منكوبة بيئيًا وإنشائيًا” بسبب 70 مليون طن من الركام ووجود 20 ألف قذيفة وصاروخ غير منفجر تُهدد حياة المدنيين.