سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس وسط صدمة وغضب شعبي

شهدت العاصمة الفرنسية باريس حادثة سرقة غير مسبوقة، إذ تمكن 4 لصوص من اقتحام متحف اللوفر في وضح النهار وسرقة مجوهرات ملكية تاريخية من قاعة “أبولو”، في أول حادثة من نوعها منذ عام 1998.
وقالت وزارة الثقافة الفرنسية، في بيان رسمي، إن المسروقات تضم 8 قطع مجوهرات تاجية ملكية “لا تقدر بثمن”، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد هوية الجناة.
تفاصيل العملية
وأوضحت السلطات أن اللصوص تسللوا إلى المتحف عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا عبر نافذة بالطابق الثاني تطل على نهر السين، مستخدمين رافعة بضائع مزودة بسلم تلسكوبي، قبل أن يحطموا زجاج النافذة بمنشار كهربائي، وينفذوا عملية السرقة خلال 7 دقائق فقط.
وبحسب التحقيقات الأولية، فقد استولى الجناة على خزانتين لعرض المجوهرات، ثم فرّوا على دراجتين ناريتين، قبل أن تتمكن قوات الأمن من تطويق المكان دون العثور على أي أثر لهم.
وأكد وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز أن العملية “نُفذت باحترافية عالية”، مرجحًا أن يكون منفذوها “لصوصًا ذوي خبرة طويلة في سرقة القطع الفنية الثمينة”.
ورغم عدم تحديد القيمة المالية للمسروقات، فإن تقارير صحفية فرنسية وعالمية قدّرت قيمتها بما لا يقل عن 200 مليون دولار، بالنظر إلى تاريخها الملكي الفريد.
تفاعل واسع وسخرية على المنصات
أثار الحادث تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المغردين عن دهشتهم من وقوع السرقة في أحد أكثر المتاحف حراسة في العالم.
ورأى بعض المعلقين أن العملية “تثير شبهة تواطؤ” بسبب سهولة دخول اللصوص وخروجهم، في حين ألقى آخرون باللوم على الثقافة الشعبية التي “مجّدت اللصوص” في أعمال فنية مثل لاكاسا دي بابيل ولوبان.
كما علّق آخرون بسخرية أو شماتة، معتبرين أن فرنسا التي “نهبت كنوز أفريقيا لعقود” تتعرض اليوم لسرقة مشابهة داخل أراضيها.
فيما عبّر آخرون عن حزنهم على فقدان جزء من التاريخ، محذرين من احتمال تفكيك المجوهرات وبيع أحجارها الثمينة في السوق السوداء.
إغلاق المتحف والتحقيقات الجارية
أعلن متحف اللوفر إغلاق أبوابه أمام الزوار لمدة يومين على الأقل، بينما فتحت السلطات تحقيقًا شاملاً في الإجراءات الأمنية داخل المتحف، ولا سيما كيفية تمكن اللصوص من تنفيذ العملية في وقت قصير جدًا.
وتشارك في التحقيق فرق من الشرطة الجنائية والبحث الجنائي، إلى جانب وحدة متخصصة في الجرائم الفنية، فيما لم تُعلن السلطات حتى الآن عن أي مشتبه بهم أو توقيفات رسمية.