عقبات إسرائيلية تعرقل إدخال المساعدات إلى غزة بعد 10 أيام من سريان وقف إطلاق النار

رغم مرور عشرة أيام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، لا تزال إسرائيل تفرض قيودًا مشددة على إدخال المساعدات الإنسانية وعمل المنظمات الدولية، ما يهدد حياة نحو مليوني إنسان يعيشون في القطاع المحاصر.
وذكرت تقارير محلية ودولية أن إسرائيل تسمح بإدخال كميات محدودة من المساعدات عبر معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم فقط، فيما ترفض إعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر قبل أن تسلم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جثامين الأسرى الإسرائيليين “بوتيرة مقبولة”.
قيود مشددة على المعابر
ويُعدّ معبر رفح شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 17 عامًا. ووفق مكتب الإعلام الحكومي في غزة، دخلت 1824 شاحنة فقط خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي من أصل 18 ألفًا كان يُفترض دخولها لتلبية احتياجات السكان.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قال المكتب إن 653 شاحنة فقط دخلت القطاع خلال يومين (12 و15 أكتوبر)، بمعدل 108 شاحنات يوميًا، مقارنة بـ600 شاحنة يوميًا تطالب الأمم المتحدة بإدخالها. وأكد المكتب أن “بيانات الاحتلال بشأن كميات المساعدات غير دقيقة”.
رفض للمنظمات الدولية
من جانبه، قال المستشار الإعلامي للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط، أحمد بيرم، إن إسرائيل “ترفض إدخال المساعدات عبر معظم المنظمات الدولية الكبرى، بما في ذلك المجلس النرويجي”، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح سوى لـ15 منظمة فقط بالعمل داخل القطاع.
وأوضح بيرم أن الاحتلال رفض 66 مهمة إنسانية لهذه المنظمات خلال الأسبوع الماضي وحده، رغم أن المجلس النرويجي “يعمل في غزة منذ أكثر من عقدين ويقدّم مساعدات للأطفال والعائلات المتضررة”.
وأضاف أن لدى المجلس مساعدات بقيمة 4 ملايين دولار، تشمل 5 آلاف خيمة و20 ألف حزمة بطانيات ومشمعات ومستلزمات إنقاذ حياة، لكن إسرائيل ترفض إدخالها دون مبررات، حتى تلك التي تتعلق بالغذاء والدواء.
أوضاع إنسانية حرجة
وأكد بيرم أن غياب المنظمات الإنسانية يترك “فراغًا كبيرًا في الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها عشرات آلاف المدنيين يوميًا”، مشيرًا إلى أن القطاع يعاني نقصًا حادًا في المواد الغذائية والأدوية والمياه النظيفة.
وبحسب تقديرات المؤسسات الإنسانية، فإن أكثر من نصف الأدوية الأساسية لم تعد متوفرة، وأن ما دخل من شاحنات حتى الآن يقتصر في معظمه على بضائع تجارية، لا تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة، خصوصًا مع تصاعد خطر المجاعة.
وقال بيرم إن هذا السلوك الإسرائيلي “يقضي على حياة الناس في غزة”، مؤكدًا أن استمرار القيود على المساعدات يمثل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وللالتزامات القانونية الدولية المترتبة على إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال.