العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 20 شخصًا شرق دوما بعد سقوط نظام الأسد

انتشلت فرق الدفاع المدني السوري، الثلاثاء، رفات 20 شخصًا من مقبرة جماعية في منطقة تل الصوان شرق مدينة دوما بريف العاصمة دمشق، في أحدث اكتشاف من هذا النوع منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل عشرة أشهر.
وأفاد بيان للدفاع المدني، نقلته قناة “الإخبارية السورية”، أن الفرق “تمكنت من انتشال نحو 20 رفاتًا من مقبرة جماعية في تل الصوان شرق دوما”، مشيرًا إلى أن معظم الضحايا من النساء والأطفال، دون أن تُعرف هوياتهم حتى الآن.
مشاهد مروعة وتعاون ميداني للتحقيق
وأوضح البيان أن فرق الإنقاذ لم تعثر على أي ثياب على الجثامين، مرجحةً أن تكون عملية القتل قد تمت وهم عراة، في مشهد يعيد إلى الأذهان فظائع العهد السابق وما شهدته البلاد من انتهاكات وعمليات إعدام ميدانية وإخفاء قسري.
وأشار الدفاع المدني إلى أن الهيئة الوطنية للمفقودين تتولى قيادة عمليات البحث والتحقيق في الموقع، بالتنسيق مع وزارة الداخلية والطب الشرعي، ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى توثيق المقابر الجماعية والكشف عن مصير المفقودين.
مقابر جماعية تكشف إرث النظام السابق
ويأتي هذا الاكتشاف ضمن سلسلة من المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في أنحاء متفرقة من البلاد منذ الإطاحة بالنظام، وكانت أكبرها في العاصمة دمشق، حيث كشفت عن مئات الضحايا الذين قضوا في سجون النظام أو أُعدموا ميدانيًا خلال السنوات الماضية.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلنت الفصائل السورية سيطرتها الكاملة على البلاد، منهيةً 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد، لتبدأ مرحلة جديدة في التاريخ السوري المعاصر.
العدالة الانتقالية ومحاسبة المجرمين
ويرى السوريون أن انتهاء حكم الأسد شكّل نهاية حقبة من الرعب والقمع، حيث ارتبطت سجون النظام السابق بـجرائم التعذيب الممنهج والإعدامات والإخفاء القسري.
وأكدت الإدارة السورية الجديدة مرارًا أن محاسبة المتورطين في الجرائم ضد الشعب ستبقى أولوية وطنية.
وفي هذا السياق، كان الرئيس أحمد الشرع قد تعهّد خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بـ”تقديم كل من تلطخت يداه بدماء الأبرياء إلى العدالة“، مشددًا على أن العدالة الانتقالية جزء أساسي من مسار إعادة بناء سوريا الجديدة.