نائب رئيس غينيا الاستوائية يتهم فرنسا بمحاولات “زعزعة الاستقرار” و”تشجيع الخونة” بعد تكريم معارض في المنفى

اتهم نائب رئيس غينيا الاستوائية، تيودورو نغيما أوبيانغ مانغي، فرنسا بالوقوف وراء محاولات لزعزعة استقرار بلاده والسعي لتقويض السلم الداخلي، وذلك في تصريحات نشرها عبر منصة إكس، الاثنين، في ما وصف بأنه هجوم دبلوماسي نادر على باريس.
وجاءت تصريحات أوبيانغ بعد يومين من منح الناشط المعارض ألفريدو أوكينفي، المقيم في المنفى بإسبانيا، جائزة حقوق الإنسان الفرنسية الألمانية، وهو ما اعتبرته حكومة مالابو “مكافأة لخيانة الوطن”.
وقال أوبيانغ في منشوره إن “فرنسا تكافئ المحرضين على الكراهية وتشجعهم على تقويض السلم والعمل ضد ثقافاتهم وإخوتهم”، محملاً باريس مسؤولية جميع المحاولات الرامية إلى زعزعة استقرار غينيا الاستوائية.
وأشار نائب الرئيس إلى ما وصفه بـ**”محاولة انقلاب فاشلة” عام 2017**، قال إنها نُفذت بمشاركة عناصر من الاستخبارات الخارجية الفرنسية، متهماً باريس أيضاً “بالاستيلاء على أصول البلاد” عبر منظمات دولية مثل منظمة الشفافية الدولية.
وأضاف أن “أفريقيا سئمت من هذه المناورات التي طالت دولاً أخرى مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو”، في إشارة إلى تدهور العلاقات بين فرنسا وعدد من الدول الأفريقية في السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل توتر قضائي متواصل بين باريس ومالابو، إذ كان أوبيانغ نفسه قد أُدين في فرنسا عام 2021 بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وغرامة 30 مليون يورو، بتهم تتعلق بالفساد وتبييض الأموال واختلاس الأموال العامة.
كما تستمر النزاعات القضائية بشأن ممتلكات مصنفة ضمن قضية “الأموال المنهوبة”، أبرزها مبنى فاخر في جادة فوش بباريس تُقدّر قيمته بنحو 100 مليون يورو، وكانت محكمة العدل الدولية قد رفضت في سبتمبر/أيلول الماضي طلب غينيا الاستوائية منع بيعه، مؤكدة أحقية فرنسا في التصرف به.
وتُعد غينيا الاستوائية، الدولة الصغيرة الغنية بالنفط في وسط أفريقيا، من أكثر الأنظمة السياسية انغلاقاً في القارة، إذ يحكمها الرئيس تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو منذ أكثر من 46 عاماً، ما يجعله صاحب أطول فترة حكم في العالم خارج الأنظمة الملكية.
ويشغل نجله تيودورو نغيما أوبيانغ مانغي منصب نائب الرئيس، وسط اتهامات متكررة من منظمات حقوقية بتكريس الحكم العائلي وتقييد الحريات السياسية والإعلامية في البلاد.