مصر

مصر.. أحزاب وشخصيات سياسية تندد باستبعاد مرشحين معارضين من انتخابات مجلس النواب 2025 -توقيعات-

أصدر عدد من الأحزاب السياسية والشخصيات العامة والنواب السابقين ونشطاء المجال العام بيانًا بعنوان “ضد الإقصاء.. وضد قتل السياسة” عبّروا فيه عن رفضهم لما وصفوه بـ”الاستبعاد المتعمد” لعدد من المرشحين المستقلين والمعارضين من انتخابات مجلس النواب 2025، ومن بينهم المهندس هيثم الحريري ومحمد عبد الحليم عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وأحمد الشربيني عن حزب الدستور، ومحمد أبو الديار عن تيار الأمل (تحت التأسيس). وأكد الموقعون أن هذه الممارسات تمثل محاولة لتصفية الساحة الانتخابية من الأصوات الحرة، وتهيئة برلمان خالٍ من التنوع والرقابة، بما يهدد مدنية الدولة ومستقبلها الديمقراطي.

وشدد البيان على أن ما يجري لا يقتصر على استبعاد أفراد، بل هو “عدوان على فكرة الديمقراطية وتجريف للحياة السياسية”، محذرًا من أن إغلاق المجال العام وإقصاء الأصوات المستقلة سيؤدي إلى تفاقم الاحتقان واليأس، كما حدث في تجارب سابقة. ورفض الموقعون ما وصفوه بـ”عسكرة المجال المدني”، منتقدين استبعاد المرشحين بدعوى الإعفاء من الخدمة العسكرية، ومعتبرين ذلك ازدواجية في العقوبة ومخالفة للدستور. وطالب البيان الهيئة الوطنية للانتخابات بإعادة إدراج المستبعدين فورًا وضمان منافسة عادلة، مؤكدين أن “من يقتل السياسة اليوم، يفتح الباب غدًا لليأس والفوضى”.

وجاء نص البيان كالآتي:

نحن الموقّعين على هذه الوثيقة —من أحزاب سياسية، وشخصيات عامة، ونواب سابقين، ونشطاء في المجال العام— نعبّر عن بالغ استيائنا وغضبنا إزاء ما تشهده العملية الانتخابية لمجلس النواب 2025 من استبعادٍ وإقصاءٍ متعمّدٍ لعدد من أبرز المرشحين المستقلين والمعارضين، وعلى رأسهم المهندس هيثم الحريري، النائب السابق وعضو المكتب السياسي لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، والمرشح محمد عبد الحليم عن الحزب ذاته، إلى جانب محمد أبو الديار عن حزب تيار الأمل (تحت التأسيس)، وأحمد فشير عن حزب الكرامة بالدقهلية، وغيرهم.

هذه الوقائع المتتابعة، التي تتنوّع ذرائعها بين قراراتٍ إداريةٍ بلا أسباب، وتحاليلٍ متضاربةٍ واتهاماتٍ تمس الشرف والسمعة، لا يمكن فهمها إلا في سياقٍ واحدٍ وواضح ألا وهو الرغبة في تصفية الساحة الانتخابية من كل صوتٍ حرٍّ أو معارض، وتهيئة برلمانٍ خالٍ من التنوع والاختلاف والرقابة، لصالح مشهدٍ أحادي الصوت، يعيد إنتاج كوارث الماضي ويهدد استقرار المستقبل.. ويُخشى معه أن تمتد بعض الأيادي إلى العبث مرة أخرى بالدستور وتعديله.

إنّ ما يجري اليوم لا يقتصر على استبعاد أفراد، بل يُمثّل عدوانًا على فكرة الديمقراطية ذاتها، ومحاولةً منهجيةً لتجريف الحياة السياسية وتحويل الانتخابات إلى إجراء شكليّ لا يعبّر عن إرادة الناس، بل يُستخدم لتزيين صورة الاستبداد.

لقد سبق أن شهدت مصر فترات مماثلة من الغلق والقمع، وكانت نتائجها كارثية على الوطن، من احتقانٍ اجتماعيٍ متصاعد إلى انفجاراتٍ سياسيةٍ غير محسوبة.. ويشهد التاريخ القريب على ذلك، والذاكرة الوطنية لم تنسَ ما حدث عقب انتخابات 2010، حين ظنّت السلطة أن إقصاء المعارضة يعني الأمان، فانفجر الغضب في يناير 2011.

إنّ إقصاء المرشحين على اختلافهم يعني أن المشكلة ليست في الأسماء بل في المبدأ، فالمطلوب برلمانٌ بلا معارضة، وساحةٌ بلا نقد، ومشهدٌ بلا حياة.. لكن ما لا يدركه أصحاب هذا النهج أن إقصاء السياسة لا يقتلها، بل يدفعها نحو الشارع والاحتجاج واليأس.. إنّ الديمقراطية حين تُغلق أبوابها، تُفتح نوافذ الغضب.

ونؤكد في الوقت ذاته أن إغلاق المجال العام، وإسكات الأصوات المستقلة، وتجريم الاختلاف، يخلق دولة هشّة لا تملك آليات تصحيح أخطائها من الداخل، ويزيد من انعدام الثقة بين المواطن ومؤسسات الحكم، خصوصًا بين الأجيال الشابة التي ترى أن صناديق الاقتراع لم تعد طريقًا للتعبير أو التغيير.. لذلك نقول، إنّ استمرار هذا المسار يهدد تماسك الدولة ذاتها.. فبرلمان بلا معارضة هو برلمانٌ بلا رقابة، وحكومة بلا محاسبة هي حكومةٌ بلا مسؤولية.

وننبه إلى أنّ استبعاد أي مرشح من الترشح للانتخابات بدعوى الإعفاء أو الاستثناء من أداء الخدمة العسكرية، كما في حالة هيثم الحريري، يمثل ازدواجية فجة في العقوبة، ومخالفة صريحة لروح الدستور ومبادئ العدالة.. فالمواطن الذي حُرم بقرار لا يملكه من أداء الخدمة العسكرية —لأي سبب كان— قد فُرضت عليه عقوبة ضمنية بحرمانه من “خدمة الوطن بالسلاح”، ولا يجوز أن يُعاقب مرة أخرى بحرمانه من “خدمة الوطن بالكلمة والمسؤولية والتمثيل الشعبي”.

إن هذا النهج لا يكتفي بتضييق المجال السياسي، بل يكرّس ما يمكن تسميته بـ عسكرة المجال المدني والسياسي، حين تُختزل الوطنية في الزي العسكري وحده، ويُقصى من المجال العام كل من لا يمر عبر بوابة الجندية.. وهو توجه خطير يتعارض مع ما نصّ عليه الدستور من مدنية الدولة وتكافؤ الفرص والمساواة في الحقوق السياسية، ويقوض مبدأ أن الدفاع عن الوطن لا يكون فقط في ساحات القتال، بل أيضًا في ميادين السياسة والرقابة والمساءلة.

لكل ذلك فنحن نعلن بوضوح أننا نرفض نهج الإقصاء والتصفية السياسية، ونطالب الهيئة الوطنية للانتخابات بإعادة إدراج جميع المرشحين المستبعدين فورًا، وإتاحة المنافسة العادلة بين الجميع، كما نناشد القوى الوطنية والضمائر الحيّة في مؤسسات الدولة أن تدرك حجم الخطر الذي يمثله مسار الانغلاق الكامل، وأن تعمل على حماية حق المصريين في التعدد والاختيار.

  1. د.جمال زهران – برلمانى سابق وأستاذ جامعى علوم سياسية
  2. منى معين مينا – طبيبة
  3. سعيد عبد الفتاح أبو طالب – مهندس
  4. أ.د سعيد النشائي – أستاذ بكلية الهندسة
  5. د. أحمد الخميسي – أديب وكاتب
  6. كمال عباس المنسق العام لدار الخدمات النقابية
  7. عماد عطية – مهندس
  8. حسين عبدالغني – صحفي
  9. صابر بركات، نقابي ومحام بالمعاش
  10. د. كمال مغيث.. خبير تربوى
  11. ايناس شوقى – عضو الهيئة العليا حزب الدستور
  12. محمد يوسف – نائب امين تنظيم حزب الدستور
  13. اسلام عبد الفاضل – عضو حزب الدستور
  14. د. رأفت حسين استاذ جامعى ومحام بالنقض
  15. أحمد قناوي – محام
  16. أسامة فرحات – شاعر
  17. مجدي حمدان – سياسي مصري وقيادي بالحركة المدنية
  18. محمد أبو قريش – مهندس
  19. مالك عدلي – المحامي بالنقض والإدارية العليا
  20. كريمة الحفناوي – صيدلانية وكاتبة
  21. أشرف عبدالونيس الدلجاوي مصنع سكر الفيوم
  22. محمد حسن خليل – طبيب
  23. احمد بهاء الدين شعبان – مهندس
  24. كمال أبو عيطة – محامي
  25. اشرف راضي – كاتب صحفي
  26. خالد داود – صحفي
  27. محمد العجاتي – كاتب ومحلل سياسي
  28. مصباح قطب – نائب رئيس تحرير المصرى اليوم
  29. ايمان عوف – صحفية
  30. عادل صبري- صحفي مصري
  31. هشام فؤاد- صحفي
  32. أحمد راغب – المحامي بالنقض والإدارية العليا
  33. أمير عيسي عضو الهيئة العليا لحزب الدستور
  34. د. ثريا عبد الجواد – استاذ جامعي
  35. أشرف حلمي – مهندس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
  36. هاني ماضي – الحزب الناصري
  37. د. علاء عوض – أستاذ أمراض الكبد
  38. علاء الخيام – رئيس حزب الدستور السابق
  39. عادل المشد – مهندس
  40. أحمد محمود بكر – اخصائي طب الأطفال امين عام نقابة اطباء القاهرة الأسبق
  41. صلاح عدلي – الحزب الشيوعي المصري
  42. بهيجة حسين – صحفية
  43. د. صلاح السروي- استاذ جامعي
  44. حمدي حسين- نقابي بالمعاش
  45. حسن بدوي- صحفي
  46. سيد عبد الظاهر – معلم خبير
  47. داليا موسى – صحفية
  48. ابراهيم العزب – محام بالنقض
  49. طلعت خليل – عضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين
  50. د. عبد الهادي السبع- عضو اللجنة المركزية- حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
  51. أحمد سعد – صحفي
  52. آدم مجدي عبد الحميد بلال
  53. آدم محمد منير مجاهد
  54. أحمد عبدالخالق الديب – خبير المعارض الدولية
  55. سوزان ندا – محامية بحزب العيش والحرية
  56. إكرام يوسف – كاتبة صحفية
  57. سلمى حسين – صحفية
  58. كارم يحبى – صحفي
  59. إبراهيم عبدالمجيد – كاتب وروائي
  60. د. هاني ميلاد حنا – مهندس استشاري
  61. محمود هاشم – صحفي
  62. أ. د. مصطفى كامل السيد – أستاذ علوم سياسية
المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى