العالم العربيفلسطين

الرئيس الفلسطيني يبحث مع رئيس الوزراء البريطاني جهود وقف إطلاق النار في غزة والاعتراف بدولة فلسطين

بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، في العاصمة لندن، جهود تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب مستجدات القضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية بين فلسطين والمملكة المتحدة.

أولويات فلسطينية واضحة

شدد عباس خلال اللقاء على أن الأولويات الفلسطينية الراهنة تتمثل في وقف إطلاق النار بشكل فوري ودائم، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون شروط، لوقف ما وصفه بالإبادة الجماعية والمجاعة والدمار والتهجير.

وأوضح أن الأولوية تشمل أيضًا الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين والرهائن المحتجزين في غزة، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وبدء خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وقف الاستيطان واستعادة أموال المقاصة

طالب الرئيس الفلسطيني بضرورة وقف جميع الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، بما في ذلك الاستيطان وعنف المستوطنين وسياسة الضم في الضفة الغربية.
كما دعا إلى الإفراج عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة، المقدّرة بنحو 3 مليارات دولار، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

تقدير للموقف البريطاني

أعرب عباس عن تقديره العميق لرئيس الوزراء البريطاني، مثمنًا مواقف لندن الرافضة للاستيطان وسياسة الضم، وجهودها من أجل وقف إطلاق نار مستدام وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ووصف نية المملكة المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين قبل مؤتمر السلام الدولي في نيويورك بأنها “خطوة تصحيحية لظلم تاريخي، وفتحٌ لأفق جديد نحو سلام عادل ودائم”.

وأشار إلى أن دولًا غربية أخرى، بينها بلجيكا وفرنسا وأستراليا وكندا، تستعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر/أيلول الجاري.

لا دور لحماس في الحكم

أكد عباس أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، التي ستتحمل كامل مسؤولياتها هناك بدعم عربي ودولي فور انتهاء الحرب.
وشدد على أنه “لا دور لحركة حماس في الحكم، وأن عليها تسليم سلاحها للسلطة الشرعية”.

وأدان في الوقت نفسه قتل واحتجاز المدنيين، سواء ما قامت به حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أو ما وصفه بـ”الحرب التدميرية الإسرائيلية” اللاحقة على غزة.

إصلاحات وانتخابات مقبلة

أطلع الرئيس الفلسطيني مضيفه على جهود الإصلاح الجارية، بما في ذلك تطوير المناهج التعليمية وفق معايير اليونسكو خلال العامين المقبلين، وتوحيد نظام الحماية الاجتماعية بما يتوافق مع المعايير الدولية.

كما أكد أن التحضيرات جارية لتنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال عام من انتهاء الحرب، مشيرًا إلى أن لجنة صياغة الدستور المؤقت ستنهي أعمالها خلال ثلاثة أشهر.

وشدد على أن أي حزب أو مرشح لن يشارك في الانتخابات إلا بالالتزام بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير والشرعية الدولية، وبمبدأ “سلطة واحدة وقانون واحد وقوة أمن شرعية واحدة”.

التزام بخيار السلام

أكد عباس أن الدولة الفلسطينية المنشودة ستكون “محبة للسلام، غير مسلحة، قائمة على التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة”، مجددًا التزامه بحل الدولتين على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن واستقرار.

لقاء مع وزيرة الخارجية البريطانية

وفي وقت سابق من اليوم ذاته، التقى عباس وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر، حيث بحثا آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية والعلاقات الثنائية بين البلدين.

أرقام الخسائر الفلسطينية

تأتي زيارة عباس في وقت تواصل فيه إسرائيل حربها على قطاع غزة، بدعم أمريكي، ما خلّف 64,522 قتيلاً، و163,096 جريحًا، وأكثر من 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
كما أدت المجاعة إلى وفاة 393 فلسطينيًا، بينهم 140 طفلًا.وبالتوازي، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1020 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 19 ألفًا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى