“تمرّد يميني” في الكنيست يربك نتنياهو ويهدد بأزمة مع واشنطن بعد التصويت على ضم الضفة الغربية
على عكس ما أراده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلقاء اللوم على المعارضة في إثارة التوتر الدولي ضد تل أبيب، كشفت جلسة الكنيست الأخيرة عن تمرّد داخل اليمين الإسرائيلي، بعدما صادق البرلمان مبدئيًا على مشروع قانون ضم الضفة الغربية في خطوة وُصفت بأنها صفعة سياسية لنتنياهو وتحدٍّ مباشر لالتزامات حكومته أمام الولايات المتحدة.
وفي محاولة للتهرب من الانتقادات الدولية والإدانات الأميركية العلنية، قال مكتب نتنياهو إن التصويت على الضم كان “استفزازًا متعمدًا من المعارضة لإثارة الفتنة” بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس لإسرائيل.
لكنّ المداولات داخل الكنيست أظهرت أن نوابًا من أحزاب اليمين الحاكم، بينهم أعضاء من الليكود والصهيونية الدينية وعوتسما يهوديت، هم من صوّتوا لصالح المشروع، في تحدٍّ مباشر لتوجيهات نتنياهو.
ووصف مراقبون إسرائيليون الخطوة بأنها تمرّد داخلي في اليمين الحاكم ضد نتنياهو، أكثر منها مبادرة معارضة، معتبرين أن جناحًا من اليمين يريد التحرر من إملاءات واشنطن والمضي في “تطبيق السيادة” على الضفة الغربية.
تحذيرات أميركية وغضب في واشنطن
جاء التصويت رغم تحذير الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أن “ضم إسرائيل للضفة الغربية لن يحدث لأنني وعدت الدول العربية بذلك”، مؤكداً أن “تل أبيب ستفقد دعم الولايات المتحدة بالكامل إذا أقدمت على ذلك”.
أما نائب الرئيس جي دي فانس، الذي كان في تل أبيب خلال التصويت، فوصف الخطوة بأنها “مناورة سياسية غبية أزعجتني”، في إشارة إلى امتعاض واشنطن من التوقيت والمضمون معاً.
نتائج التصويت وأبعادها السياسية
تم تمرير مشروع القانون بقراءة تمهيدية بـ 25 صوتًا مؤيدًا مقابل 24 معارضًا من أصل 120 عضوًا.
وصوّت لصالح المقترح نواب من اليمين المتشدد، بينهم أعضاء من “نوعام” و**”عوتسما يهوديت”** و**”الصهيونية الدينية”** و**”إسرائيل بيتنا”**، فيما غاب معظم أعضاء الليكود تنفيذًا لتعليمات نتنياهو بعدم المشاركة.
ووفق هيئة البث العبرية، فإن تصويت النائب يولي إدلشتاين من الليكود لصالح المقترح كان كافيًا لترجيح الكفة وتمريره، في مخالفة مباشرة لتعليمات رئيس الحكومة.
انقسام داخل اليمين وضغوط خارجية
ذكرت صحيفة هآرتس أن المبادرة جاءت من نواب يمينيين متشددين سعوا إلى إحراج نتنياهو سياسيًا وإظهاره كزعيم يخضع لإملاءات واشنطن.
في المقابل، نقلت جيروزاليم بوست عن مصادر حكومية أن مكتب نتنياهو يحاول “تهيئة الظروف المناسبة لتطبيق السيادة في الوقت المناسب”، في إشارة إلى تأجيل مؤقت لا إلى رفض مبدئي.
ويرى محللون أن تصويت الكنيست على ضم الضفة يكرّس الانقسام العميق داخل اليمين الإسرائيلي بين جناح متشدد يدفع نحو الضم الفوري، وقيادة تحاول الحفاظ على الغطاء الأميركي والدولي.






