
حين يُطلق الجاهل الأحكام بجرأة، بينما يتوارى العالم خلف تواضعه؟
الجاهل يتحرك بأريحية تحرك الفيل في محل الزجاج
ذات يوم، تأملت لماذا لم أكن راغبًا في أن أكون قاضيًا، وأدركت أن الحقيقة ليست دائمًا في ما نراه. القاضي، مهما كان حكيمًا، يحكم بما يتوفر لديه، لكن ماذا عن ما لا يُرى؟ الحقيقة ليست دائمًا واضحة، وما يخفى عنها قد يكون أعمق مما يبدو.
أستحضر هنا واقعة طريفة لكنها مليئة بالعبر. كان لي زميل في الجامعة (ع-ق) وكان يعيد مادة اللغة الأجنبية، التي تتضمن نصفها باللغة الإنجليزية ونصفها بالفرنسية، لسنوات بسبب ضعف مستواه. وفي إحدى المحاولات، قرر أن يعتمد على “البرشام”، فكتب كل الإجابات عن الفرنسية والإنجليزية. لكن من فرط جهله، باللغه وضع الإجابات الإنجليزية في ورقة الفرنسية، والعكس صحيح. خرج يومها مبتهجًا، يحدثنا عن إبداعاته في الإجابة، بينما كان الواقع أن امتحانه لم يكن سوى دليلٍ جديد على شجاعة الجهل.







