رئيس منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي: “محكمة غزة” نداء مدني للعدالة ضد الإبادة الإسرائيلية

أكد طه أيهان، رئيس منتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي، أن “محكمة غزة” تمثل مبادرة مدنية مستقلة جاءت لتلبية نداء العدالة الذي أطلقه ملايين الناس حول العالم احتجاجًا على حرب الإبادة الجماعية التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة.

مبادرة مستقلة بعد فشل المؤسسات الدولية

وفي تصريحات أدلى بها لمراسل الصحافة، على هامش الجلسات الختامية لـ”محكمة غزة” في إسطنبول، أوضح أيهان أن هذه المبادرة أُسست في لندن في نوفمبر 2024 على يد أكاديميين ومثقفين ومدافعين عن حقوق الإنسان وممثلي منظمات مدنية، عقب إخفاق المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي في غزة.

وقال أيهان إن جرائم الإبادة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة استمرت لأكثر من عامين، مضيفًا:

“اضطررنا لمشاهدة هذه الوحشية غير المعقولة إلى أن جاء اتفاق وقف إطلاق النار الهش في 13 أكتوبر 2025 بجهود رئيس جمهوريتنا رجب طيب أردوغان”.

وأضاف أن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن فشلوا جميعًا في محاسبة الاحتلال ووقف جرائمه، مؤكدًا أن “محكمة غزة” جاءت كصوت شعبي مدني يعبر عن ضمير العالم الحر.

كور أوغلو: ظلم الاحتلال مستمر منذ قرن

من جانبه، قال أمين عام محكمة غزة أحمد كور أوغلو إن الظلم الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مستمر منذ قرابة مئة عام، موضحًا أن الهجمات التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 شكّلت مرحلة جديدة من هذا الظلم المتواصل.

وأشار كور أوغلو إلى أن المحكمة تعمل منذ عام ونصف كـ”محكمة رمزية للشعوب”، لا تملك صلاحية إصدار قرارات ملزمة، لكنها تؤدي دورًا أخلاقيًا وإنسانيًا مؤثرًا في توثيق الجرائم وتشكيل الوعي العالمي.
وقال:

“هذه المحكمة لا تستطيع إصدار أحكام ملزمة، لكننا نرى أن العديد من الدول لا تكترث حتى لأحكام المحاكم الوطنية. ومع ذلك، ما نقوم به بالغ الأهمية لأن الشعوب شاهدت كل لحظة من المأساة، وتريد أن تعبّر وتتحرك.”

وثائق وشهادات ستُستخدم قضائيًا

وأوضح كور أوغلو أن المحكمة ستصدر وثائق بالغة الأهمية تتضمن أدلة وشهادات يمكن للمحاكم المحلية والدولية استخدامها مستقبلًا في مسارات التقاضي ضد إسرائيل.
وأضاف أن مرحلة جديدة وأكثر صعوبة ستبدأ بعد إعلان الحكم، إذ سيكون العالم أمام مئات الآلاف من الصفحات الموثقة التي ستُستخدم كأدلة ضد الاحتلال.

جلسات تحت عناوين الجرائم والتواطؤ

وانطلقت فعاليات “الجلسة النهائية لمحكمة غزة” الخميس الماضي في إسطنبول، للتحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات الإسرائيلية في القطاع، ومن المقرر أن تُعلن المحكمة قرارها النهائي الأحد المقبل.
وتُعقد الجلسات تحت عناوين متعددة مثل:

• “الجرائم”
• “استهداف المدنيين والبنية التحتية”
• “التواطؤ والنظام الدولي”
• “المقاومة والتضامن”.

وبالتزامن مع جلسات المحكمة، تُنظم فعاليات مدنية وثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على المجازر والانتهاكات ضد الفلسطينيين في غزة، تأكيدًا على أن العدالة لن تسقط بالتقادم مهما طال الزمن.