فلسطينمصر

مسؤول مخابراتي مصري يكشف كواليس اتصال حاسم مع أبو عبيدة خلال مفاوضات صفقة شاليط

كشف اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، عن تفاصيل جديدة وحاسمة في كواليس مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس عام 2011، المعروفة إعلاميًا باسم “صفقة شاليط”، والتي جرت بوساطة مصرية وأدت إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.

اتصال منتصف الليل.. رسالة حاسمة من غزة

وخلال تصريحات تلفزيونية عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أوضح اللواء الدويري أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا في الثالثة صباحًا أثناء وجوده في غزة من شخص تحدث بلهجة حادة وجادة دون مقدمات أو تحية، وقال له:

“اسمع اللي بقولك عليه… المكالمة دي مهمة جدًا، بلغ الإسرائيليين: إذا استمر قصف وتدمير المنازل الفلسطينية، سيتم التفاوض على جثة وليس على أسير حي… مع السلامة.”

وأشار الدويري إلى أنه يرجّح أن المتصل كان المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة، مؤكدًا أنه نقل الرسالة فورًا إلى أحد كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية، قائلاً له بالحرف:

“هذه رسالة جادة للغاية، وإذا استمر القصف، فإن التفاوض سيكون على جثة.”

وأوضح أن مصر نقلت الرسالة رسميًا للجانب الإسرائيلي، بما في ذلك وزير الدفاع ورئاسة الوزراء، وهو ما أدى إلى تهدئة فورية وفرض هدنة في اليوم التالي بضغط مصري مباشر، وكان ذلك في عام 2006، أي قبل إتمام صفقة شاليط بخمس سنوات.

الوساطة الألمانية ودور المخابرات المصرية

وتحدث الدويري عن الوساطة الألمانية التي دخلت على خط المفاوضات في مرحلة لاحقة، مشيرًا إلى أنها لم تُحقق نتائج حاسمة رغم ميل الجانب الإسرائيلي إليها في بعض الفترات.

وأوضح أن إفراج إسرائيل عن 20 أسيرة فلسطينية لم يكن الهدف النهائي، وإنما خطوة تمهيدية جاءت في إطار تفاهم أولي، حيث جرى تبادلهن مقابل شريط فيديو يؤكد أن جلعاد شاليط ما زال على قيد الحياة، وهو ما اعتبره “إنجازًا يُحسب للجهود المصرية وللوساطة الألمانية على حد سواء”.

مصر بين الوساطة الفاعلة والالتزام بالقضية الفلسطينية

وقال اللواء الدويري إن الوفد المصري ظل الطرف الرئيسي في إدارة المفاوضات منذ بدايتها، موضحًا أن إسرائيل سعت لإدخال الوسيط الألماني بعدما لاحظت أن الموقف المصري “يميل إلى دعم القضية الفلسطينية”، وليس إلى دعم حركة حماس تحديدًا.

وأضاف:

“لم نرفض الوساطة الألمانية، فنحن لا نعترض على أي طرف يساهم بشكل إيجابي في دعم الموقف الفلسطيني، لكن القاهرة كانت تدرك أن إنجاز الصفقة لن يتم إلا عبر القناة المصرية.”

وأكد أن حماس لم ترفض الوساطة الألمانية، لكنها كانت على قناعة راسخة بأن الصفقة لا يمكن أن تنجح دون الوساطة المصرية، وهو ما أدركته إسرائيل أيضًا رغم تغيّر قياداتها السياسية أكثر من مرة، من إيهود أولمرت إلى بنيامين نتنياهو.

تهيئة الأجواء لإنجاح الصفقة

واختتم اللواء الدويري حديثه بالتأكيد على أن جهاز المخابرات العامة المصرية تمكن بفضل التنسيق الكامل مع القيادة السياسية من تهيئة الأجواء في المرحلتين الأولى والثانية من المفاوضات حتى الوصول إلى الاتفاق النهائي، مشددًا على أن صفقة شاليط كانت ثمرة جهد مصري متواصل لسنوات طويلة.

وقال:

“الصفقة لم تكن إنجازًا عابرًا، بل نتيجة عمل دبلوماسي وأمني معقد، نجحت فيه مصر في الحفاظ على التوازن بين جميع الأطراف، وتحقيق إنجاز إنساني وسياسي يُحسب للدولة المصرية ولدورها التاريخي في قضايا المنطقة.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى