نيويورك تايمز: الجيش الأمريكي يراقب وقف إطلاق النار في غزة بطائرات مسيّرة

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الجيش الأمريكي ينفّذ عمليات مراقبة جوية باستخدام طائرات مسيّرة فوق قطاع غزة، بهدف متابعة مدى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”.
واشنطن تتابع التزام الطرفين بالاتفاق
وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين لم تُفصح عن أسمائهم، أن العمليات بدأت بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتابع من خلال هذه الطلعات الجوية مدى التزام إسرائيل وحماس ببنود الاتفاق.
وأضاف التقرير أن الحكومة الإسرائيلية كانت على علم مسبق بهذه الطلعات الأمريكية، والتي تأتي في إطار دعم “مركز التنسيق المدني – العسكري لدعم الاستقرار في غزة” (CMCC)، الذي افتُتح مؤخرًا في جنوب إسرائيل بإشراف القيادة المركزية الأمريكية.
مركز أمريكي لمتابعة التطورات في غزة
ووفقًا للتقرير، يُعد مركز CMCC أول منصة عملياتية دولية تنشئها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) في إسرائيل، ويُعنى بمراقبة التطورات الميدانية بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وتنسيق الجهود الإنسانية والمدنية داخل غزة.
وقد دخل الاتفاق الذي يراقبه المركز حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، استنادًا إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تنص على إنهاء الحرب، وانسحاب متدرّج للجيش الإسرائيلي، وتبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
مخاوف من انهيار الهدنة بعد الغارات
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارات الإسرائيلية الواسعة على غزة في 19 أكتوبر الجاري، بالتزامن مع تعليق دخول قوافل المساعدات الإنسانية، أثارت مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف الهجمات واستئناف العمل بالاتفاق.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن قرار نتنياهو بوقف الغارات وتخفيف القيود على المساعدات جاء تحت ضغط مباشر من الإدارة الأمريكية التي تسعى للحفاظ على استقرار الوضع الميداني.
دمار واسع وحصيلة مأساوية للحرب
وقبل هذا الاتفاق، كانت إسرائيل قد شنّت، بدعم أمريكي مباشر، حربًا وُصفت بالإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت عامين كاملين، وأسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألفًا و280 فلسطينيًا وإصابة 170 ألفًا و375 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن دمار هائل طال 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.
مراقبة أمريكية لضمان تثبيت التهدئة
ويرى مراقبون أن العمليات الأمريكية بطائرات الدرون تمثّل أداة رقابية غير معلنة لضمان تثبيت وقف إطلاق النار ومنع أي تصعيد جديد، خصوصًا في ظل هشاشة الوضع الميداني، ومحاولات واشنطن تقديم نفسها كضامنٍ للتهدئة والاستقرار الإقليمي بعد حرب مدمّرة غير مسبوقة.





