انسحاب مفاجئ للدكتور محمد ربيع ناصر من انتخابات مجلس النواب يثير تساؤلات في الدقهلية

أثار قرار الدكتور محمد ربيع ناصر، رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، ومرشح القائمة الوطنية بمحافظة الدقهلية، بالانسحاب من سباق انتخابات مجلس النواب 2025، حالة من الجدل والتساؤلات داخل الأوساط السياسية، خاصة أنه جاء بعد إعلان القوائم النهائية بفترة وجيزة، في خطوة وُصفت بأنها غير معتادة في المشهد الانتخابي المصري.
تساؤلات حول توقيت القرار
قال الخبير السياسي أسامة بديع إن الانسحاب في هذا التوقيت يفتح الباب أمام العديد من الاحتمالات، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تكون هناك اعتبارات مهنية أو أسرية دفعت المرشح إلى اتخاذ القرار، أو أن يكون من بين أفراد عائلته من يفضّل أن يحل محله كمرشح احتياطي.
وأضاف بديع، في تصريحات خاصة، أن بعض الأسباب قد تكون في الكواليس ولا يعلمها أحد، لكن المهم – على حد قوله – هو أن يؤخذ الموقف بحسن النية طالما أُعلن الانسحاب رسميًا وبشكل واضح.
تفسير قانوني وإجراءات بديلة
وأوضح الخبير السياسي أن توقيت الانسحاب بعد اعتماد القوائم النهائية من الهيئة الوطنية للانتخابات يجعل الموقف محل تساؤل، متسائلًا:
“هل تفاجأ المرشح بارتباطاته بعد إعلان الأسماء؟ أم أن هناك معطيات جديدة طرأت في اللحظة الأخيرة؟”
وأشار بديع إلى أن القانون يمنح منسق القائمة مهلة 48 ساعة لإجراء تعديلات أو تبديلات بين الأعضاء قبل تثبيت الاحتياطي، مضيفًا أن المنسحب يُستبدل بالمرشح الاحتياطي في القائمة نفسها تلقائيًا بعد انقضاء المهلة القانونية.
ووفقًا لمصادر مطلعة، الاحتياطي في هذه الحالة هو نجل المرشح المنسحب، ما أثار بدوره تكهنات حول وجود اعتبارات عائلية وراء القرار.
انسحاب نادر لكنه قانوني
وأكد بديع أن ما حدث يظل أمرًا نادرًا في المشهد الانتخابي المصري، لكنه لا يخالف القواعد المنظمة، بل يعكس مدى مرونة النظام القائم على القوائم المغلقة، مشيرًا إلى أن التجربة تسلّط الضوء على العلاقة بين الالتزامات الشخصية والسياسية للمرشحين.
نص بيان الانسحاب
وفي بيان رسمي، أعلن الدكتور محمد ربيع ناصر، ممثل حزب الجبهة الوطنية بالقائمة الوطنية، انسحابه من سباق الانتخابات البرلمانية المقبلة بمحافظة الدقهلية، قائلاً:
“انطلاقًا من إيماني بالمسؤولية الوطنية وتقديري لثقة أبناء محافظة الدقهلية، أتقدم باعتذاري عن الاستمرار في السباق الانتخابي، نظرًا لظروف عملي الحالية وارتباطي بعدد من المشروعات العائلية الهامة التي تتطلب تفرغي التام في هذه المرحلة.”
وأضاف:
“سعيت لتحقيق التوازن بين واجبي المهني والوطني، لكنني وجدت أن الأفضل هو الاعتذار حفاظًا على التزاماتي ومسؤولياتي الحالية، مؤكدًا أن خدمة الوطن لا تتوقف على موقع أو منصب.”
رسالة تقدير للحزب والأهالي
وتوجّه ناصر بالشكر إلى قيادات وأعضاء حزب الجبهة الوطنية على ما وصفه بـ“قيمهم الوطنية الصادقة وإخلاصهم في العمل العام”، متمنيًا للحزب وقيادته دوام النجاح والتوفيق.
كما أعرب عن امتنانه لأهالي مراكز محافظة الدقهلية، وخاصة طلخا ونبروه ودميرة، مؤكدًا أنه سيبقى قريبًا منهم ومدافعًا عن قضاياهم في كل موقع يخدم فيه الوطن.
واختتم ناصر بيانه قائلًا:
“أجدد العهد على الاستمرار في دعم كل جهد وطني صادق يسعى لبناء الدولة المصرية الحديثة، داعيًا الله أن يحفظ مصرنا الغالية ويديم عليها الأمن والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.”







