جولة آسيوية للرئيس ترامب تشمل ماليزيا واليابان وكوريا الجنوبية.. وترقب عالمي

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته الآسيوية التي بدأها من ماليزيا وتشمل اليابان وكوريا الجنوبية، وسط ترقب واسع في الأسواق العالمية للقاء المنتظر بينه وبين نظيره الصيني شي جين بينغ، في ظل التوترات التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين وانعكاساتها على الاقتصاد العالمي.
قمة “آسيان” في ماليزيا: دعوة إلى الشمولية والاستدامة
في محطته الأولى بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، شارك ترامب، الأحد، في الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة والأربعين لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والتي تُعقد على مدى ثلاثة أيام تحت شعار “الشمولية والاستدامة”.
ويناقش قادة “آسيان” خلال القمة قضايا الأمن الإقليمي، والصمود الاقتصادي، والنمو الشامل، بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس الأمريكي ترامب، ونظراؤه الإندونيسي برابوو سوبينتو، والبرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس وزراء الصين لي تشيانغ، ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وشهدت القمة توقيع اتفاق سلام تاريخي بين كمبوديا وتايلاند لإنهاء الصراع الحدودي بين البلدين، بعد اشتباكات دامية بين مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين أدت إلى سقوط عشرات القتلى، وتوسطت فيها ماليزيا لإنهاء النزاع.
وكان ترامب قد أعلن في منشور سابق على منصته “تروث سوشيال” أنه تواصل مع قادة البلدين لتثبيت وقف إطلاق النار، معبرًا عن دعمه للمفاوضات التي أفضت إلى السلام.
محطة الدوحة: لقاء مع أمير قطر
وفي طريقه إلى ماليزيا، توقفت طائرة الرئيس الأمريكي في العاصمة القطرية الدوحة للتزود بالوقود، حيث التقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في قاعدة العديد الجوية.
وفي تصريحات صحفية، وصف ترامب الأمير تميم بأنه “حليف عظيم للولايات المتحدة”، مؤكدًا تقديره لدور قطر في جهود السلام بالشرق الأوسط.
من جانبه، كتب أمير قطر في منشور عبر منصة “إكس”:
“سعيد بلقائكم صديقي الرئيس الأمريكي بمناسبة مروركم ببلادنا ضمن جولتكم الآسيوية، وكانت فرصة طيبة لمناقشة خطط السلام في الشرق الأوسط، ومتابعة تثبيت اتفاق إنهاء الحرب في غزة، والحديث عن آفاق التعاون الاستراتيجي بين بلدينا”.
أجندة ترامب في اليابان وكوريا الجنوبية
من المقرر أن يصل ترامب، الاثنين، إلى العاصمة اليابانية طوكيو، حيث يلتقي رئيسة الوزراء تاكايتشي ساناي، في زيارة تحمل – بحسب مراقبين – رسائل استراتيجية إلى الصين وكوريا الشمالية، مفادها أن الشراكة الأمريكية اليابانية ما تزال ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.
وفي الأربعاء المقبل، ينتقل ترامب إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) بمدينة غيونغجو، وهي ثالث محطاته الآسيوية، قبل أن يختتم جولته بلقاء ثنائي مرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش المنتدى.
التوتر التجاري بين واشنطن وبكين في صدارة الاهتمامات
يحمل اللقاء المرتقب بين ترامب وشي أهمية كبيرة للأسواق العالمية، في ظل الخلافات التجارية المتواصلة بين البلدين منذ أشهر، والتي تضمنت فرض رسوم جمركية متبادلة بنسب مرتفعة.
وقال ترامب، قبل مغادرته واشنطن مساء الجمعة، إنه يتطلع إلى لقاء “جيد” مع الرئيس الصيني، موضحًا أنه سيناقش معه الملفات التجارية والجمركية وقضية تايوان.
وأضاف الرئيس الأمريكي:
“لدينا الكثير لنتحدث بشأنه مع الرئيس شي، وهو الآخر لديه الكثير ليتحدث عنه معنا، وأعتقد أن اللقاء سيكون جيدًا”.
وأشار ترامب الأسبوع الماضي إلى تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق “عادل” وقوي مع الصين، مؤكدًا أن بلاده ستفرض رسومًا جمركية إضافية بنسبة 100% على الواردات الصينية اعتبارًا من نوفمبر المقبل، إلى جانب ضوابط جديدة على تصدير البرمجيات الحساسة.
انفتاح على لقاء كيم جونغ أون
وفي سياق متصل، أعلن ترامب انفتاحه على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال جولته الآسيوية، قائلاً:
“إذا أراد كيم اللقاء معي، فأنا مستعد لذلك”.
وأضاف أن لدى كوريا الشمالية “الكثير من الأسلحة النووية”، لكنه أكد أنه كانت لديه علاقة جيدة مع كيم في السابق.
وكان الزعيمان قد التقيا ثلاث مرات بين عامي 2018 و2019 في سنغافورة، وفيتنام، وقرية بانمونجوم الحدودية، في محاولات سابقة لتقريب وجهات النظر بشأن الملف النووي الكوري.
أهمية الجولة
تُعدّ جولة ترامب الآسيوية الحالية الأوسع منذ عودته إلى البيت الأبيض، وتحمل رسائل متعددة:
- اقتصادية، عبر محاولة احتواء التوتر التجاري مع الصين.
- استراتيجية، من خلال إعادة تأكيد التحالفات الأمريكية في آسيا.
- دبلوماسية، بتثبيت دور واشنطن في ملفات السلام الإقليمي.
ويرى مراقبون أن هذه الجولة قد تشكّل منعطفًا جديدًا في موازين العلاقات الأمريكية الآسيوية، خاصة في ظل المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في منطقة المحيطين الهادئ والهندي.





