
:
في محاضرته لدى أكاديمية المجلس العربي، يعود الدكتور أيمن نور، مرشّح الرئاسة المصرية السابق، ورئيس حزب غد الثورة، ونائب رئيس المجلس العربي، إلى واحدة من أكثر اللحظات المفصلية في التاريخ السياسي المصري والعربي: لحظة بداية التحول الديمقراطي في مصر، التي انطلقت شرارتها الأولى مع انتخابات عام 2005، حين كُسرت للمرة الأولى قيود الاحتكار السياسي، لتفتح باب الأمل أمام جيلٍ جديدٍ حلم بالتغيير والحرية.
من خلال شهادة الدكتور أيمن نور، أحد أبرز رموز تلك المرحلة، يتتبّع هذا اللقاء مسار التجربة المصرية من داخلها: كيف وُلد الحلم الديمقراطي في ظل نظامٍ مغلق، وكيف واجهت القوى المدنية والنخب السياسية منظومة الاستبداد التي لم تكن مستعدة للتنازل عن سلطتها.
يتحدث نور عن كواليس الانتخابات، عن المواجهة مع السلطة، وعن الثمن الشخصي والسياسي الذي دفعه نتيجة تمسكه بخيار الإصلاح السلمي. لكنه لا يكتفي بسرد تجربته، بل يقدم رؤية شاملة لرحلة المصريين مع الديمقراطية: من لحظات الأمل الأولى إلى الإحباط الذي تلا ثورة يناير 2011، حين أعادت قوى الثورة المضادة تشكيل المشهد، وبدّد القمع ما تبقى من الحلم.
يتوقف الحديث عند أسئلة عميقة، حول دور النخب، والإعلام، والمجتمع المدني في دعم التحول الديمقراطي أو إجهاضه، ويقارن بين ما تحقق وما أُجهض، بين الحلم الكبير والواقع القاسي الذي تلا الثورة.
تجربة مصر في العقدين الأخيرين – كما يصفها الحوار – هي مرآة للتجارب العربية الأخرى: مزيج من الأمل والخذلان، من الشجاعة والخوف، ومن الإصرار الذي لا يموت على المطالبة بالحرية.
هذه المحاضرة تفتح نافذة للتأمل في الدروس التي تركتها تلك التجربة، وفي الأسئلة التي ما زالت مفتوحة حول مستقبل الديمقراطية في مصر والعالم العربي.







