فلسطينمصر

مصر تشارك بآليات ثقيلة في مهام إنسانية وسط غزة للمساعدة في رفع الركام والبحث عن جثامين الأسرى

بدأت اللجنة المصرية العاملة في قطاع غزة، ليل السبت – الأحد، تنفيذ مرحلة جديدة من مهامها الإنسانية، بعد أن استقبلت دفعة من المعدات والآليات الثقيلة للمشاركة في فتح الشوارع المغلقة بالركام الناتج عن الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الأخيرة، إلى جانب المساهمة في جهود البحث عن جثامين الأسرى الإسرائيليين داخل القطاع.

وأوضح محمد منصور، المتحدث باسم اللجنة، أن هذه المعدات وصلت “بقرار من القيادة المصرية”، مؤكدًا أنها ستعمل على “فتح الطرق المدمرة وتنفيذ المهام الإنسانية المكلفة بها من القاهرة”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول طبيعة العمليات أو المواقع المستهدفة.

وأشار منصور إلى أن ما تم استقباله يشمل “باقرًا واحدًا وشاحنتين حديثتين”، بينما أفادت مصادر ميدانية بأن إجمالي المعدات التي دخلت عبر اللجنة بلغ ست آليات ثقيلة، في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن نحو 90% من آليات غزة دُمرت خلال أشهر الحرب، ما يجعل هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة في تسريع وتيرة أعمال الإغاثة.

ضغوط أمريكية سمحت بدخول الفريق المصري

ذكرت قناة “كان” العبرية الرسمية أن إسرائيل سمحت بدخول الفريق المصري إلى قطاع غزة تحت ضغوط أمريكية مباشرة، بعد أن كانت ترفض سابقًا إدخال أي فرق أجنبية بحجة أن حركة حماس قادرة على التعامل مع ملف الجثامين بنفسها.

وأضافت القناة أن دخول الفريق المصري تم بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي، في ظل استمرار المساعي الأمريكية للحفاظ على الهدوء ومنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ترعاه مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة.

جهود فلسطينية موازية للبحث عن الجثامين

وفي السياق ذاته، أعلن خليل الحية، رئيس فريق التفاوض الفلسطيني ورئيس حركة حماس في غزة، أن عمليات البحث ستتوسع الأحد لتشمل مناطق جديدة داخل القطاع، ضمن الجهود المبذولة لتحديد مواقع جثامين الأسرى الإسرائيليين الذين فُقدوا خلال الحرب.

ومنذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، أفرجت حماس عن 20 أسيرًا إسرائيليًا أحياء، ورفات 16 آخرين من أصل 28، بينما لا يزال 13 أسيرًا في عداد المفقودين بحسب تل أبيب، التي تقول إن إحدى الجثث المستلمة لا تتطابق مع أي من أسراها.

وأكدت حركة حماس أكثر من مرة أنها تسعى لإغلاق هذا الملف بالكامل، لكنها بحاجة إلى معدات متطورة وآليات ثقيلة للمساعدة في استخراج الجثامين من تحت الركام الكثيف.

تصريحات أمريكية: “الأمر معقد ويحتاج وقتًا”

من جانبه، قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي عقده في إسرائيل، إن ملف الأسرى القتلى في غزة “معقد ولن يُحل بين عشية وضحاها”، موضحًا أن “بعض الجثامين مدفونة تحت آلاف الكيلوغرامات من الركام، وأخرى لا يُعرف مكانها، مما يتطلب الصبر والوقت”.

دمار شامل بعد حرب الإبادة

وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه هذا الشهر قد أنهى حرب إبادة جماعية استمرت عامين كاملين، خلّفت أكثر من 68 ألف قتيل فلسطيني و170 ألف مصاب، إضافة إلى دمار طال 90 بالمئة من البنية التحتية المدنية في غزة، مع خسائر أولية تقدّر بنحو 70 مليار دولار.

وتُعد المشاركة المصرية الحالية خطوة إنسانية محورية في الجهود الدولية لإعادة فتح الطرق، وإزالة الركام، وتهيئة الأجواء أمام أعمال الإغاثة وإعادة الإعمار، وسط مساعٍ سياسية مستمرة لضمان استقرار التهدئة الهشة في القطاع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى