السودانالعالم العربيالمغرب العربي

اتهامات لـ«الدعم السريع» بارتكاب مجازر تطهير عرقي في دارفور وكردفان ونداءات دولية للتحرك العاجل


اتهامات بتصفية المدنيين في دارفور وكردفان

اتهمت هيئتان سودانيتان، الاثنين، “قوات الدعم السريع” بارتكاب مجازر مروّعة وتصفية مئات المدنيين في ولايتي شمال دارفور وشمال كردفان، في أحدث فصول العنف الدامي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل 2023.

وقالت شبكة أطباء السودان (أهلية)، في بيان، إن “قوات الدعم السريع ارتكبت مساء الأحد بمدينة الفاشر جريمة بشعة أقدمت فيها على قتل مواطنين عُزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي”.

وأوضحت الشبكة أن “تقارير الفرق الميدانية تشير إلى أن أعداد الضحايا تفوق العشرات، في ظلّ صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب الانفلات الأمني الكامل الذي تسببت فيه قوات الدعم السريع”.

كما أفادت بأن “تلك القوات نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، لتقضي على ما تبقّى من مقومات الحياة والرعاية الصحية”، مؤكدة أن ما حدث يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الدولية التي تجرّم استهداف المدنيين والمنشآت الصحية.
ودعت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري والفعلي لوقف المجازر، وحماية المدنيين، ومحاسبة الجناة أمام العدالة الدولية”.

“مجازر مروعة” في شمال كردفان

في السياق ذاته، قالت هيئة محامو الطوارئ (أهلية)، في بيان الاثنين، إن قوات الدعم السريع “ترتكب منذ السبت 25 أكتوبر مجزرة مروعة بحق المدنيين في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، عقب معركة مع الجيش”.

وأضافت أن “هجومًا واسعًا أعقب المعركة واستهدف المدنيين مباشرة، حيث شهدت أحياء بارا عمليات تصفية جماعية لمئات السكان، معظمهم من الشباب”، مشيرة إلى “حملات اعتقال ونهب وتخريب طالت الممتلكات العامة والخاصة، وسط انقطاع كامل للاتصالات والإنترنت”.

وتابعت الهيئة أن “الاعتداءات تسببت في نزوح جماعي واسع للسكان نحو القرى والمناطق المجاورة في ظروف إنسانية قاسية، فيما لا يزال عدد كبير في عداد المفقودين”، محمّلة قيادة الدعم السريع “المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات”، وداعية المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية للتحرك العاجل لحماية المدنيين.

الفاشر تحت الحصار

تزامن ذلك مع اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وسط ادعاءات الأخيرة بالسيطرة على مقر الجيش في المدينة، دون تعليق رسمي من قيادة الجيش.

وأكدت “المقاومة الشعبية” في الفاشر، وهي مجموعات متطوعة تقاتل إلى جانب الجيش، أن “المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات المليشيا”، معتبرة أن ما تروّجه قوات الدعم السريع “حملة إعلامية مضللة لإثارة الذعر عبر الادعاء بدخولها مقر الفرقة السادسة مشاة”.

ويعيش آلاف المدنيين في المدينة المحاصرة أوضاعًا إنسانية متدهورة، إذ يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، بسبب استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ 10 مايو 2024، وسط محاولات الجيش لفك الطوق عن المدينة التي تُعد مركزًا رئيسيًا للعمليات الإنسانية في دارفور.

حرب طويلة ومعاناة متفاقمة

ومنذ 15 أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا دامية لم تفلح الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائها، وسط تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين.

ووفق تقارير أممية ومحلية، قُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص، وتشرد أكثر من 15 مليونًا بين نازح ولاجئ، فيما تشير دراسة أعدّتها جامعات أمريكية إلى أن عدد القتلى قد يقترب من 130 ألف شخص منذ اندلاع النزاع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى