العالم العربي

اجتماع دولي في الرياض يدعو إلى دعم ميزانية السلطة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين

خطوة سعودية لتعزيز التحالف الدولي من أجل الدولة الفلسطينية

دعا اجتماع دولي رفيع المستوى عُقد في العاصمة السعودية الرياض، إلى دعم ميزانية السلطة الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين، ومواصلة الجهود السياسية والإنسانية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ومناقشة آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة بعد الحرب المدمرة التي استمرت عامين.

الاجتماع، الذي استضافته الرياض الأحد، جاء بمشاركة المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والنرويج، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من دول ومنظمات إقليمية ودولية، ضمن إطار التحالف الدولي الهادف إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

التزام سعودي ثابت تجاه القضية الفلسطينية

وأكدت الوزيرة المفوضة بوزارة الخارجية السعودية منال بنت حسن رضوان، خلال كلمتها في الاجتماع، “التزام المملكة الثابت بالعمل مع دولة فلسطين وجميع الأشقاء والشركاء من أجل تحقيق السلام والدولة والاستقرار للشعب الفلسطيني”.

وأضافت أن “إقامة الدولة الفلسطينية تمثل أولوية ومسؤولية أخلاقية إقليمية ودولية، وشرطًا أساسيًا للمحافظة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي”، مشددة على أن المملكة ستواصل دعمها الكامل لأي جهد يسهم في تحقيق هذا الهدف.

التحالف الدولي لدعم حل الدولتين

وأوضحت وكالة الأنباء السعودية أن اجتماع الرياض مثل خطوة مهمة في تعزيز التنسيق بين المجموعة الأساسية للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، ووضع أسس برنامج عمل متكامل وقابل للتنفيذ لإدارة المرحلة الانتقالية المقبلة، والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة.

ويأتي هذا التحالف الدولي في إطار المساعي السعودية النشطة لإحياء المسار السياسي للقضية الفلسطينية، بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين والعرب، لضمان انتقال منظم نحو حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

دعم ميزانية السلطة الفلسطينية

الاجتماع سلط الضوء على التحالف الدولي الطارئ لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية، الذي أطلقته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع النرويج وإسبانيا وفرنسا.

وفي 25 سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن إطلاق التحالف الدولي الطارئ لتمويل السلطة الفلسطينية، وكشف عن تقديم المملكة 90 مليون دولار مساهمة أولى لدعم موازنة السلطة، في ظل احتجاز إسرائيل المستمر لعائدات الضرائب الفلسطينية (أموال المقاصة).

وجدد المشاركون في اجتماع الرياض دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي عاجل للسلطة الفلسطينية، من أجل ضمان استمرار عمل مؤسساتها المدنية والخدماتية، والحفاظ على استقرار الأوضاع في الضفة الغربية والقدس.

مناقشة تطورات الأوضاع في غزة

كما تطرق الاجتماع إلى آخر تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكداً أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع وفقًا للمبادئ الدولية، ودعم دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في تقديم الخدمات الأساسية، وعلى رأسها التعليم والصحة.

وأكد المشاركون ضرورة تسريع إعادة إعمار غزة ورفع حجم المساعدات الدولية، بعد الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية المدنية، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن 90 بالمئة من المرافق المدنية تضررت بفعل العدوان الإسرائيلي الذي استمر لعامين، مخلّفًا أكثر من 68 ألف شهيد و170 ألف جريح، وخسائر تجاوزت 70 مليار دولار.

إجماع دولي متزايد

ويُعدّ اجتماع الرياض تتويجًا لجهود دبلوماسية مكثفة تقودها المملكة، بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والنرويج، لتشكيل تحالف دولي داعم لقيام الدولة الفلسطينية، وحشد الموارد السياسية والمالية اللازمة لتفعيل حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما يُعيد الاجتماع التأكيد على أن القضية الفلسطينية ما زالت في صدارة الاهتمام الدولي، وأن تحقيق العدالة والسلام يتطلب إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

ختامًا

تأتي هذه الجهود ضمن رؤية سعودية شاملة تهدف إلى استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط عبر مسارات سياسية وإنسانية متوازنة، تؤكد أن السلام العادل لا يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الممتدة منذ عقود.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى