السودانالعالم العربي

اشتداد المعارك في الفاشر و«تنسيقية المقاومة» تحذّر من كارثة إنسانية وشيكة

حذّرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بولاية شمال دارفور، الإثنين، من تفاقم الوضع الإنساني في المدينة، مع استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثالث على التوالي، وسط حصار خانق ونقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية.

وقالت التنسيقية في بيان، إن المدنيين في الفاشر يواجهون ظروفًا قاسية دون طعام أو دعم لوجستي، مشيرة إلى أن الاشتباكات لا تزال متواصلة في الجزء الغربي من المدينة حتى الآن.

وأضاف البيان أن القوات المتبقية داخل الفاشر — والتي تضم وحدات من الجيش والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية إلى جانب أعداد كبيرة من المدنيين — تعاني من حصار كامل وانقطاع الإمداد الجوي والغذائي، ما يجعل الوضع الإنساني بالغ الخطورة.

«الدعم السريع»: نطهر المدينة

في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها «تواصل عملياتها لتطهير مدينة الفاشر من آخر جيوب الجيش والمقاومة الشعبية»، زاعمة أنها «تطارد فلول العدو الفارين من المدينة».

ولم يصدر حتى الساعة أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن المعارك الأخيرة، إلا أنه كان قد أعلن السبت أنه تصدى لهجوم «كبير وعنيف» شنته قوات الدعم السريع على المدينة من خمسة محاور.

«المقاومة الشعبية»: الفاشر صامدة

من جانبها، أكدت المقاومة الشعبية بالفاشر أن المدينة لا تزال «صامدة أمام هجمات مليشيا الدعم السريع»، ووصفت تصريحات الأخيرة عن السيطرة على مقر قيادة الفرقة السادسة بأنها «حملة إعلامية مضللة تهدف لإثارة الرعب والبلبلة».

حصار وتجويع

وتعيش آلاف الأسر داخل المدينة أوضاعًا مأساوية، مع انعدام الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، فيما حذّرت منظمات محلية من مجاعة وشيكة وانتشار الأوبئة إذا استمر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع منذ 10 مايو/أيار الماضي.

وتعد مدينة الفاشر مركز العمليات الإنسانية الرئيسي في ولايات دارفور الخمس، ويشكّل سقوطها أو انهيار أوضاعها الإنسانية خطرًا واسع النطاق على الإقليم بأكمله.

خلفية الحرب

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا دامية منذ أبريل/نيسان 2023، أسفرت — وفق تقديرات أممية — عن مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونًا بين نازحٍ ولاجئ، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بما يقارب 130 ألف شخص.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى