السودانالعالم العربيالمغرب العربي

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في الفاشر ودارفور بعد تقارير عن مجازر ضد المدنيين

تحذيرات منسق الإغاثة الأممي: مئات الآلاف محاصرون ويتضورون جوعًا وسط قصف متواصل

دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وبقية أنحاء السودان، بعد ورود تقارير ميدانية عن قتل مدنيين ونزوح قسري وهجمات على المستشفيات، وسط تصاعد القتال بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”.

وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة، في بيان مساء الأحد، إنه يشعر بـ”انزعاج شديد” إزاء التقارير الواردة من المدينة، مؤكداً أن مئات الآلاف من المدنيين أصبحوا محاصرين ومرعوبين ويتعرضون للقصف والجوع وانعدام الرعاية الصحية.

وأضاف: “مع تقدم المقاتلين داخل المدينة وقطع طرق الهروب، أصبح المدنيون دون غذاء أو دواء أو أمان، ويجب السماح لهم بالمرور الآمن وحماية العاملين في المجال الإنساني”.

حصار الفاشر منذ أكثر من عام

تُعد الفاشر آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الحكومة السودانية، وتحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وسط تدهور إنساني غير مسبوق.

وتشهد المدينة، منذ الأحد، اشتباكات عنيفة وهجمات متكررة استهدفت المدنيين والمستشفيات، ما دفع الأمم المتحدة إلى دق ناقوس الخطر بشأن كارثة إنسانية وشيكة.

وأشار فليتشر إلى أن المنظمة تمتلك إمدادات منقذة للحياة جاهزة للتوزيع، لكنها غير قادرة على إيصالها بسبب العمليات العسكرية المكثفة التي جعلت من المستحيل دخول المساعدات إلى المناطق المتضررة.

جرائم تطهير عرقي في دارفور

من جانبها، قالت شبكة أطباء السودان (أهلية) في بيان الاثنين، إن “قوات الدعم السريع ارتكبت جريمة بشعة في مدينة الفاشر، تمثلت في قتل مواطنين عُزّل على أساس إثني في جريمة تطهير عرقي”.

وأضافت الشبكة أن فرقها الميدانية وثقت عشرات القتلى والجرحى، مؤكدة أن قوات الدعم السريع نهبت المستشفيات والمرافق الطبية والصيدليات، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية.

وشدد البيان على أن ما يجري يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت الصحية، داعيًا الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والفعلي لوقف المجازر ومحاسبة الجناة.

أصوات المقاومة والتحذير من التواطؤ بالصمت

في السياق ذاته، أصدرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (اللجنة الإغاثية) بيانًا أكدت فيه أن “الأبرياء خارج المدينة يتعرضون لأبشع أنواع العنف والتطهير العرقي”، معتبرة أن الصمت أو الحياد في مواجهة هذه الانتهاكات تواطؤ مع الظالمين.

في المقابل، أعلنت المقاومة الشعبية بالفاشر، وهي مجموعات متطوعة تقاتل إلى جانب الجيش، أن المدينة لا تزال صامدة أمام هجمات قوات الدعم السريع، نافية سقوط المقر الرئيسي للقوات المسلحة كما زعمت الأخيرة.

كارثة إنسانية وشيكة

تعاني آلاف الأسر في الفاشر من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب بسبب الحصار المفروض منذ 10 مايو/ أيار 2024، فيما يواجه السكان خطر المجاعة والأوبئة نتيجة انقطاع الإمدادات الإنسانية.

ويُعد مركز الفاشر من أهم المراكز الإنسانية في دارفور، حيث ينسق من خلاله برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأممية جهود الإغاثة للولايات الخمس بالإقليم.

وأكد شهود عيان أن الأحياء الشمالية والشرقية من المدينة تشهد قصفًا مكثفًا، بينما أغلقت معظم المستشفيات أبوابها بسبب نفاد الأدوية والوقود وتعذر وصول الطواقم الطبية.

حرب مستمرة منذ 2023

ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” حربًا دامية منذ 15 أبريل/ نيسان 2023، لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة إنسانية غير مسبوقة.

ووفق تقارير أممية ومحلية، بلغ عدد القتلى في الحرب نحو 20 ألف شخص، فيما تجاوز عدد النازحين واللاجئين 15 مليونًا.
لكن دراسة أعدّتها جامعات أمريكية قدّرت العدد الحقيقي للضحايا بنحو 130 ألف قتيل خلال عامين من الصراع.

دعوة عاجلة من الأمم المتحدة

اختتم فليتشر بيانه بدعوة الأطراف المتحاربة إلى الالتزام الفوري بوقف إطلاق النار في الفاشر ودارفور وكافة أنحاء السودان، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مؤكداً أن التصعيد الأخير ينذر بانهيار شامل للوضع الإنساني ما لم يتدخل المجتمع الدولي سريعًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى