
الزيارة التي قام بها الرئيس أحمد الشرع إلى الكنيسة المريمية بدمشق القديمة ليست مجرد مشهد بروتوكولي في زمنٍ متعب، بل علامة ضوءٍ في دربٍ طويلٍ من العتمة.
مشهدٌ يُعيد إلى الذاكرة وجوهًا كانت تصلي في المساجد والكنائس معًا، وتقول للعالم إنّ سوريا التي عرفناها لم تمت، بل تنفض عن روحها غبار الحرب، وتستعيد ملامحها الأولى: وطنًا يتّسع للكلّ.
حين جلس الشرع في الدار البطريركية إلى جوار غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، لم يكن اللقاء طقسًا دينيًا فحسب، بل عهدًا وطنيًا جديدًا يُكتب بالحكمة لا بالدم، وبالحوار لا بالخوف.
كان تأكيدًا على أنّ الثقة بين مكونات الوطن هي حجر الأساس لإعادة بناء الدولة السورية، وأنّ احترام حقوق الأقليات ليس منّة، بل ركيزة وجود.
كان الأسد الأب ثم الابن يكتبان صفحاتٍ من الفرقة والطائفية والعزلة،
واليوم يفتح أحمد الشرع نافذةً نحو الضوء، في اتجاهٍ يعيد لسوريا مكانتها المحورية والإقليمية، ويُسقط كل الذرائع التي استخدمت لتهميشها وتشويه صورتها.
تُبنى الأوطان بالثقة، وتُشفى الجراح بالاعتراف، وتُولد سوريا الجديدة من رحم الشراكة الوطنية.







