
الصادقون لا يكرهون أحداً يا صديقي حتى من يؤذيهم .. ربما يأتيك طيف الكره في لحظات الإيذاء ومضاتٍ لكنه سرعان ما يمضي .. تشفق على هذا الذي أحتُلْت روحه من الكراهية و صادرت منه صوابه
كيف يحيا هذا المسكين مع كل هذه الإنتكاسات القلبية المزعجة .. كيف ينام كيف يداعب أبناءه كيف ينظر إلى المرايا .. كيف ينظر إلى نفسه من الداخل وسط أمواج الظلام الداخلي الذي يشبه الأنقاض بعد حرب ضروس
الصادقون لا يعرفون الصراعات طويلة الأمد .. الصدامات مهما كانت كبيرة تصغر بداخلهم مع الزمن لا تكبر و لا تتوحش بل ربما تتلاشى و ترحل بلا عودة .. ينشدون العدالة لا الإنتقام .. يقدمون التسامح على الإنتصار للنفس .. الأمر ليس سهلاً أن تتحدى نفسك في تلك الأوقات من أجل أن تربح سلامة القلب لكل الأوقات
هذه ليست دعوة للسذاجة أو قبول الظلم فالفرق هنا واضح جدا لا يقبل التأويل .. العدل يكفي حين يحضر شبح الانتقام وقت المقدرة .. البصيرة تغني حين تبحث عن الحق وسط أكوام قش و خبث و خبائث .. و الرحمة تطفئ غضب النفس حين تكون غايتك أبعد من هذه الدنيا الزائلة







