استعدادات مكثفة داخل المتحف المصري الكبير قبل الافتتاح العالمي في 1 نوفمبر

تشهد أروقة المتحف المصري الكبير حالة من الحراك الواسع والاستعدادات المكثفة قبل أيام قليلة من الافتتاح الرسمي المقرر في الأول من نوفمبر المقبل، في حدث عالمي يوصف بأنه أكبر مشروع ثقافي وحضاري في القرن الحادي والعشرين.
تجهيزات حفل الافتتاح
تتواصل الأعمال داخل المتحف على ثلاثة مستويات رئيسية، أولها يرتبط بتجهيزات حفل الافتتاح الذي من المنتظر أن يكون حدثًا استثنائيًا يعكس عظمة مصر وتاريخها العريق.
ويجري العمل على أدق تفاصيل التنظيم والاستقبال لضمان خروج الاحتفالية بصورة مبهرة تليق باسم مصر ومكانتها الثقافية والحضارية.
ومن المقرر أن تُجرى البروفة النهائية لحفل الافتتاح يوم الخميس المقبل، بمشاركة كافة الفرق الفنية والتنظيمية المعنية، استعدادًا للعرض الرسمي الكبير.
تجهيزات العرض المتحفي والقطع الأثرية
أما المستوى الثاني فيشمل التجهيزات الأثرية داخل قاعات العرض، حيث يواصل فريق المتحف وضع اللمسات الأخيرة على القطع الأثرية وتنظيفها وترتيبها بما يتوافق مع خطة العرض المتحفي الحديثة.
وتركز الخطة الجديدة على إبراز روائع الحضارة المصرية القديمة بأسلوب علمي وتكنولوجي متطور يدمج بين الأصالة والتراث، والتقنيات الحديثة في العرض والإضاءة والتفسير البصري.
أعمال الصيانة والخدمات التقنية
يشمل المستوى الثالث من التجهيزات أعمال الصيانة الشاملة للبنية التحتية والمرافق والخدمات التقنية، لضمان الجاهزية الكاملة لاستقبال الزوار المحليين والدوليين مع انطلاق الافتتاح الرسمي.
ويجري في الوقت نفسه اختبار الأنظمة الإلكترونية وأنظمة الإضاءة الذكية والتكييف والتحكم المناخي، بما يحافظ على سلامة القطع الأثرية ويُسهل حركة الزوار داخل المتحف.
متابعة ميدانية من وزير السياحة والآثار
يتابع الدكتور شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، جميع الأعمال والاستعدادات بشكل يومي وميداني من خلال جولات تفقدية مستمرة داخل المتحف، تشمل متابعة الترتيبات التنظيمية وأعمال العرض المتحفي والتجهيزات الفنية.
وخلال جولاته، أعرب الوزير عن تقديره للجهود الكبيرة المبذولة من قبل العاملين بالمتحف، ووجّه الشكر لفريق العمل على ما تحقق من إنجازات في وقت قياسي.
وأكد الوزير ضرورة الالتزام بأعلى معايير الجودة والدقة في تنفيذ جميع مراحل العمل، والانتهاء من التجهيزات النهائية وفق الجدول الزمني المحدد، مع الاهتمام بأدق التفاصيل لضمان خروج الحدث التاريخي بالصورة التي تعكس مكانة مصر الحضارية.
حضور قيادات المتحف وفريق الترميم
رافق الوزير خلال جولاته الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، ورنا جوهر، مستشار الوزير للتواصل والعلاقات الخارجية والمشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف.
ويعمل الفريق على متابعة آخر مراحل العرض المتحفي، وضمان سلامة جميع القطع الأثرية البالغ عددها عشرات الآلاف التي جرى نقلها وترميمها على مدى سنوات.
المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يطل على الأهرامات
يُعد المتحف المصري الكبير، الذي يقع عند مدخل هضبة الأهرامات بالجيزة، أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، ومن المنتظر أن يكون وجهة عالمية للثقافة والسياحة تجسد عبقرية المصري القديم وعظمة التاريخ المصري الخالد.
ويضم المتحف آلاف القطع الأثرية النادرة، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، إلى جانب قاعات عرض متطورة، ومراكز بحثية وتعليمية، ومساحات خضراء ومناطق للزوار تواكب المعايير العالمية.
يُعد الأول من نوفمبر 2025 يومًا فارقًا في تاريخ الثقافة المصرية، إذ يشهد العالم افتتاح أكبر متحف في التاريخ الحديث، ليصبح المتحف المصري الكبير نافذة جديدة تروي قصة الحضارة المصرية للعالم، وتُبرز الدور الريادي لمصر في حماية التراث الإنساني.







