الدفاع المدني الفلسطيني ينتشل 42 جثمانًا مجهولة الهوية من مقبرة عشوائية في غزة

أعلن الدفاع المدني الفلسطيني، الثلاثاء، استخراج 42 جثمانًا مجهولة الهوية كانت قد دُفنت في مقبرة عشوائية خلال فترة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار عامين، وذلك بهدف محاولة التعرف على أصحابها.
استخراج الجثامين من ساحة الكتيبة
وقال الدفاع المدني في بيان رسمي، إن طواقمه أخرجت الرفات من “ساحة الكتيبة” غربي مدينة غزة، ونقلتها إلى مستشفى الشفاء في إطار جهود التعرف على هوية أصحابها عبر الفحوص المخبرية والتنسيق مع الهيئات الدولية.
وأوضح البيان أن طواقم الدفاع المدني بمحافظتي غزة والشمال عملت على نقل جثامين 42 شهيدًا مجهولي الهوية، كانوا قد دُفنوا سابقًا داخل ساحة الكتيبة بسبب استحالة الوصول إلى المقابر الرسمية أثناء العدوان الإسرائيلي المكثف.
وأضاف البيان أنه “تم نقل تلك الجثامين إلى مستشفى الشفاء لأخذ العينات وحفظها بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية بهدف الحصول على معلومات لتحديد هوية الضحايا”، مشيرًا إلى أنه سيُعاد دفن الجثامين خلال 48 ساعة في المقبرة المخصصة بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
مئات الجثامين دُفنت عشوائيًا خلال الحرب
وخلال العامين الماضيين، اضطر آلاف الفلسطينيين إلى دفن مئات الجثامين في الساحات العامة والحدائق والمدارس، نتيجة صعوبة الوصول إلى المقابر الشرعية بسبب القصف العنيف وسيطرة قوات الاحتلال على مناطق واسعة، بما في ذلك مناطق المقابر الرسمية.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقارير سابقة، أنه رصد عشرات المقابر العشوائية في مختلف محافظات قطاع غزة، جرى فيها دفن القتلى وسط ظروف إنسانية بالغة القسوة.
إعادة دفن الجثامين بعد وقف إطلاق النار
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري، بدأت الطواقم الفلسطينية بنقل الجثامين من المقابر العشوائية إلى مقابر شرعية، خصوصًا بعد أن تمكنت بعض العائلات من التعرف على ذويها.
ورغم هذه الجهود، لا تزال مئات الجثامين مجهولة الهوية بانتظار نتائج الفحوص أو التعرف عليها بصريًا من خلال ذوي المفقودين.
مأساة العائلات في البحث عن ذويها
وتعيش عائلات قطاع غزة مأساة إنسانية جديدة تتعلق بصعوبة التعرف على جثامين أحبائهم، في ظل نقص المعدات المخبرية وأجهزة فحص الحمض النووي (DNA)، وعدم توفر الإمكانات الطبية اللازمة.
وزادت المأساة مع وصول 195 جثمانًا سلمتها إسرائيل للجنة الدولية للصليب الأحمر دون أسماء أو هويات، حيث تمكنت الجهات المختصة من التعرف على 72 جثمانًا فقط حتى الثلاثاء، فيما دُفن 95 جثمانًا آخر بعد تعذر تحديد هوياتهم.
جهود مضنية وإمكانات محدودة
وتبذل الجهات المختصة في غزة جهودًا مضنية بإمكانات محدودة للتعرف على الجثامين، إذ تستدعي عائلات المفقودين لمشاهدة الجثامين ومحاولة التعرف عليها من خلال الملابس أو ملامح الجسد أو الإصابات الظاهرة.
هذه الإجراءات، وفق شهادات العائلات، تترك أثرًا نفسيًا بالغ القسوة، إذ يضطر الأهالي إلى تفحص الجثامين واحدًا تلو الآخر بحثًا عن دليل يثبت هوية أبنائهم المفقودين.
عامان من الإبادة الجماعية والدمار في غزة
وخلال عامين كاملين، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في قطاع غزة بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت حتى أكتوبر 2025، وأسفرت عن مقتل أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.
كما أدت الحرب إلى تدمير نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع، وتُقدّر الخسائر الاقتصادية بنحو 70 مليار دولار، ما جعلها أكبر كارثة إنسانية يشهدها الفلسطينيون في العصر الحديث.





