“الفاشر بلون الدم”.. نداءات استغاثة ومشاهد مأساوية مع انسحاب الجيش السوداني من المدينة
خيمت عبارات مثل “الفاشر بلون الدم” و**”أنقذوا الفاشر”** على تغطية إعلامية ونداءات متصاعدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد إعلان الجيش السوداني انسحابه من مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، إثر معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع التي تحاصر المدينة منذ أشهر.
وقال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في خطاب متلفز مساء الاثنين، إن القوات المسلحة غادرت الفاشر “بعد ما تعرضت له من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين”، مضيفًا أن الجيش “قادر على قلب الطاولة واستعادة كل شبر من أرض الوطن”.
في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع في بيان سابق أنها “تواصل عملياتها في المدينة لتصفية جيوب الجيش والمقاومة الشعبية”، مشيرة إلى أنها تسيطر على معظم أحياء الفاشر.
وتزامن ذلك مع انتشار وسم #أنقذوا_الفاشر على نطاق واسع، تخللته مناشدات إنسانية من نشطاء وفنانين عرب، بينهم مصريون وسودانيون، حذروا من “مأساة إنسانية غير مسبوقة” في المدينة المحاصرة.
وقالت منظمة الهجرة الدولية إن أكثر من 26 ألف شخص نزحوا من الفاشر خلال 48 ساعة فقط، فيما أفادت مؤسسات أهلية بوصول أكثر من ألف نازح إلى مناطق ريفية قريبة وسط أوضاع إنسانية صعبة.
وأفادت تقارير إعلامية عربية، منها قناة “القاهرة الإخبارية” و”الجزيرة”، بوقوع عمليات إعدام ميداني وتطهير عرقي بحق المدنيين، في حين حذّر ناشطون من أن الفاشر “تواجه خطر المجاعة والأوبئة” نتيجة الحصار ومنع دخول المساعدات.
وتعدّ الفاشر آخر مدينة رئيسية كانت تحت سيطرة الجيش السوداني في إقليم دارفور، الذي يشهد منذ مايو/أيار 2024 حصارًا واسعًا تفرضه قوات الدعم السريع.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، قُتل أكثر من 20 ألف شخص وشُرّد نحو 15 مليونًا داخل السودان وخارجه، وفق تقديرات أممية ومحلية.


