مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون يعلن استقالته ويصف التدخل الإسرائيلي بـ”غير المقبول”
أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، اليوم الخميس، عزمه التنحي عن منصبه “في المستقبل القريب” بعد أكثر من ست سنوات قضاها في مهمته، مؤكداً أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد قبل استقالته.
وقال بيدرسون، في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، إنه رغب منذ فترة في ترك المنصب “لأسباب شخصية بعد فترة طويلة من الخدمة”، مضيفاً: “أكدت تجربتي في سوريا حقيقة ثابتة هي أن ظلمة الليل في بعض الأحيان تكون أشد ما يمكن قبيل الفجر، فقد بدا التقدم لوقت طويل مستحيلاً إلى أن حدث فجأة”.
وأشار الدبلوماسي النرويجي إلى أنه فضّل البقاء في منصبه خلال الأشهر الأولى من المرحلة الانتقالية التي بدأت مع الإطاحة بحكم بشار الأسد أواخر عام 2024، واصفاً تلك الفترة بأنها “تاريخية وحاسمة” بالنسبة لمسار سوريا السياسي.
إشادة بالشعب السوري
عبّر بيدرسون عن امتنانه للشعب السوري، قائلاً: “قليلون من عاشوا معاناة بعمق معاناة السوريين، وقليلون أظهروا مثل هذه القدرة على الصمود والإصرار.. واليوم إذ يطل فجر جديد على سوريا وشعبها، علينا أن نضمن أن يتحول هذا الفجر إلى مستقبل مشرق، فالشعب السوري يستحق ذلك”.
موقف من التدخل الإسرائيلي
وفي سياق متصل، أدان المبعوث الأممي الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، واصفاً إياها بأنها “غير مقبولة”، محذراً من خطر تصاعد التدخلات الخارجية.
وقال: “أفادت وسائل إعلام رسمية سورية بوقوع حوادث قتلت فيها إسرائيل عدداً من الجنود السوريين، إضافة إلى إنزال قوات كوماندوز جنوب دمشق، فضلاً عن هجمات أخرى في مطلع الشهر الجاري”، مشدداً على أن هذا النوع من التدخل يجب أن يتوقف.
ردود رسمية
من جانبه، أشاد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي بجهود بيدرسون خلال فترة مهمته، مؤكداً أن بلاده تتطلع إلى التعاون مع الأمين العام وأعضاء مجلس الأمن لاختيار المبعوث الأممي الجديد بما “يحفظ السيادة السورية ويلبي تطلعات الشعب”.
ويُذكر أن بيدرسون يعد أحد أبرز الدبلوماسيين الذين قادوا مساعي الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية منذ اندلاعها، إذ عمل على تسهيل المفاوضات بين النظام والمعارضة، دون أن يتمكن من تحقيق اختراق شامل قبل التغيّرات السياسية الأخيرة في البلاد.






