عائلات الأسرى الإسرائيليين تُصعّد احتجاجاتها وتلوّح بمظاهرة أمام منزل نتنياهو

أعلن مجلس عائلات الأسرى الإسرائيليين عن تصعيد الإجراءات الاحتجاجية في سعيه لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بشأن إخفاقات السابع من أكتوبر، متهمًا الحكومة بمحاولة طمس الحقيقة والتملص من المسؤولية.
وأوضح المجلس، في بيان مساء الثلاثاء، أنه سيتم تنظيم “مظاهرة غضب” مساء السبت المقبل أمام منزل رئيس الوزراء في شارع غزة بالقدس، بمشاركة عائلات الضحايا وسكان المناطق الحدودية الذين يحمّلون الحكومة المسؤولية عن التقصير في حماية المدنيين خلال هجوم 7 أكتوبر.
اتهامات للحكومة بمحاولة إخفاء المسؤولية
قال المجلس في بيانه إن “الحكومة منهمكة حاليًا في محاولات لإيجاد طرق جديدة لطمس الحقيقة وإخفاء المسؤولية، والتهرب من التحقيق الحقيقي في الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي وقعت خلال الهجوم”.
وأشار إلى أن المظاهرات المقبلة تهدف إلى الضغط على الحكومة لإجراء تحقيق رسمي مستقل، مؤكدًا أن عائلات الأسرى لن تتراجع عن مطالبها حتى يتم كشف ملابسات ما جرى ومحاسبة المقصرين.
إسرائيل تدرس توسيع سيطرتها على قطاع غزة
وفي سياق متصل، تدرس إسرائيل التوسع في السيطرة على قطاع غزة كإجراء عقابي ضد حركة حماس، بذريعة عدم تسليمها باقي جثث الأسرى الإسرائيليين.
وأشارت التقارير إلى أن الاحتلال ينتظر الضوء الأخضر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ هذا القرار، في خطوة قد تهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهشّ الساري منذ أكتوبر الجاري.
حماس تكثّف جهودها للعثور على جثامين الأسرى
تزامن ذلك مع تأكيدات مصادر فلسطينية مطلعة بأن حركة حماس تبذل جهودًا مكثفة خلال الأيام الأخيرة للعثور على بقية جثامين الأسرى الإسرائيليين في غزة، في محاولة لـ”القضاء على أي ذريعة قد يستخدمها الاحتلال لاستئناف الحرب أو تعطيل الاتفاق”.
وكشف مصدر قيادي في المقاومة الفلسطينية أن “العمل يجري بوتيرة عالية رغم الظروف الميدانية الصعبة“، مؤكدًا أن الهدف هو استكمال عملية الانتشال في أقرب وقت ممكن.
فرق الإنقاذ تعمل في مناطق متفرقة من القطاع
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن فرق الإنقاذ الميدانية التابعة للمقاومة تعمل في مناطق متفرقة من قطاع غزة على محاولة الوصول إلى مواقع يُعتقد أنها تحتوي على جثث جنود ومحتجزين من جيش الاحتلال.
وأشار إلى أن العمل يتم بدقة وحذر شديدين لتجنّب المخاطر الناتجة عن الأنقاض والألغام التي خلّفها القصف الإسرائيلي المكثف خلال الأشهر الماضية.
عقبة وحيدة أمام التقدم: نقص المعدات الثقيلة
وأكد المصدر أن العقبة الرئيسية أمام التقدّم ليست في الإرادة أو التنظيم، بل في غياب الإمكانات اللوجستية والمعدات اللازمة لرفع الركام والحطام.
وقال:
“العائق الوحيد أمام استكمال عملية الانتشال هو نقص المعدات الثقيلة. لو كانت لدينا الإمكانات الكافية، لحققنا تقدمًا كبيرًا في وقت قصير.”
وأضاف أن عمليات البحث تتطلب آليات حفر متقدمة ومعدات رفع ضخمة، وهي غير متوفرة بسبب الحصار المفروض على القطاع، مما يجعل كل خطوة في العملية بطيئة ومحفوفة بالمخاطر.
مشهد ميداني متوتر واحتمالات مفتوحة
تأتي هذه التطورات في ظل توتر متصاعد بين الحكومة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، إلى جانب تزايد الضغوط الشعبية والسياسية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي المقابل، تسعى المقاومة الفلسطينية إلى إغلاق ملف الأسرى نهائيًا لتفويت أي ذريعة لاستئناف العمليات العسكرية في غزة، وسط تخوفات من انهيار اتفاق التهدئة الهشّ إذا قررت إسرائيل توسيع عملياتها في القطاع.





