منظمة “أطباء بلا حدود” تطلق نداء استغاثة لإنقاذ المدنيين المحاصرين في الفاشر

ناشدت منظمة أطباء بلا حدود، الثلاثاء، بإنقاذ حياة المدنيين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، والسماح لهم بالخروج إلى مناطق أكثر أمانًا، في ظل تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقالت المنظمة في بيان رسمي:
“نناشد بإنقاذ حياة المدنيين في الفاشر، والسماح لهم بالخروج إلى مناطق أكثر أمانًا.”
معارك دامية وسيطرة جزئية للدعم السريع
وشهدت الفاشر خلال الأيام الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، الذي أعلن سيطرته على أجزاء من المدينة، منها مقر الجيش الأحد الماضي، ما فاقم الأوضاع الإنسانية وأدى إلى موجة نزوح جديدة.
وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد من استخدام العنف القائم على أساس عرقي، محذّرة من تكرار المجازر التي وقعت في أبريل الماضي عندما سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين على بعد 12 كيلومترًا من الفاشر، وأسفرت الاشتباكات حينها عن مقتل نحو 400 شخص، وفق تقارير الأمم المتحدة.
تدفق المصابين والنازحين إلى مستشفى طويلة
وأوضح البيان أن فرق المنظمة استقبلت في منطقة طويلة، يوم الاثنين، عشرات المرضى القادمين من الفاشر إلى مستشفى طويلة المكتظ.
وأضاف:
“وصل الاثنين نحو 1000 شخص من الفاشر إلى مدخل طويلة، وقد أنشأنا نقطة صحية لتقديم الرعاية الطارئة وإحالة الحالات الحرجة مباشرة إلى المستشفى.”
وأشار البيان إلى أن نحو 300 شخص تلقوا العلاج في النقطة الصحية، فيما تم نقل 130 آخرين إلى غرفة الطوارئ، بينهم 15 مصابًا خضعوا لعمليات جراحية منقذة للحياة.
المدنيون ما زالوا محاصرين
ولفتت المنظمة إلى أن العديد من المدنيين لا يزالون محاصرين داخل الفاشر ومحيطها، مؤكدة استعدادها لتقديم المساعدة الإنسانية العاجلة لموجات جديدة من النازحين والمصابين إذا استمر تدهور الوضع الأمني.
انسحاب القيادة العسكرية من المدينة
يأتي هذا النداء بعد إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، مساء الاثنين، مغادرة القيادة العسكرية مدينة الفاشر لتجنيبها مزيدًا من “التدمير والقتل الممنهج” على يد قوات الدعم السريع، بحسب وصفه.
خلفية الحرب في السودان
وتشهد البلاد منذ 15 أبريل/ نيسان 2023 حربًا مفتوحة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لم تفلح الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائها، وسط كارثة إنسانية متفاقمة.
وبحسب تقارير أممية ومحلية، قُتل نحو 20 ألف شخص، فيما شُرد أكثر من 15 مليونًا بين نازح ولاجئ. كما قدّرت دراسة صادرة عن جامعة أمريكية أن عدد القتلى قد يصل إلى 130 ألفًا منذ اندلاع الحرب.


