حماس تدين حظر إسرائيل زيارات الصليب الأحمر للأسرى وتصفه بانتهاك صارخ للقانون الدولي

اعتبرت حركة “حماس”، الأربعاء، قرار إسرائيل حظر ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى الفلسطينيين في سجونها، انتهاكاً صارخاً لحقوق الأسرى والقانون الدولي الإنساني، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ”الإجراءات الوحشية”.

وجاء بيان الحركة تعقيباً على قرار وقّعه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يقضي بمنع ممثلي الصليب الأحمر من زيارة مئات الأسرى الفلسطينيين، بزعم أن السماح بذلك “يعرّض أمن الدولة للخطر”، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

حماس: قرار غير قانوني يكرّس سياسة الإجرام

وقالت الحركة في بيانها إن القرار يمثل “انتهاكاً لحق أساسي من حقوق الأسرى الفلسطينيين”، ويضاف إلى “سلسلة الانتهاكات الإجرامية الممنهجة” التي يتعرض لها الأسرى، وتشمل القتل والتعذيب والتجويع والإهمال الطبي وإخفاء المعلومات.

ودعت المنظمات الحقوقية الدولية إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات، مشددة على أن ما تقوم به سلطات الاحتلال “يشكل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بمعاملة الأسرى”، ويمثل تصعيداً خطيراً في سياسة التنكيل المتعمد.

وأضافت حماس أن هذه الممارسات تؤكد الطابع الانتقامي للسياسات الإسرائيلية داخل السجون، مطالبة المجتمع الدولي بـ”العمل الجاد من أجل الإفراج عن الأسرى وفضح ممارسات الاحتلال الوحشية، ومحاسبة قادته على جرائمهم غير المسبوقة بحق الإنسانية”.

خلفية القرار الإسرائيلي

وجاء في نص قرار وزير الدفاع الإسرائيلي أنه، “استناداً إلى الرأي المهني لجهاز الأمن العام (الشاباك)، وبموجب قانون سجن المقاتلين غير القانونيين لعام 2002”، قرر منع الزيارات عن السجناء الذين تظهر أسماؤهم في قائمة سرية مرفقة بالقرار.

ويُقصد بـ”المقاتل غير القانوني” كل أسير فلسطيني اعتقلته إسرائيل من قطاع غزة ومحيطه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، عقب الهجمات التي شنّتها كتائب القسام رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.

ووفق مصلحة السجون الإسرائيلية، بلغ عدد هؤلاء الأسرى 2,454 حتى يوليو/تموز الماضي، ويتعرضون، بحسب شهادات محامين فلسطينيين، إلى تعذيب ممنهج يشمل الضرب المبرح، التجويع، الإهمال الطبي، وأساليب قاسية تهدف إلى كسر إرادتهم.

استمرار الجرائم في ظل صمت دولي

تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل انتهاكاتها في قطاع غزة بدعم أمريكي، حيث ارتكبت منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما وصفته منظمات دولية بـ”إبادة جماعية”، أسفرت عن 68,643 قتيلاً فلسطينياً و170,655 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة الإعمار بنحو 70 مليار دولار.