السودانالعالم العربيالمغرب العربي

حميدتي يقر بحدوث “تجاوزات” في الفاشر ويعلن تشكيل لجان تحقيق وسط إدانات دولية واسعة

أقرّ قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الأربعاء، بوقوع “تجاوزات” من قواته في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، معلناً تشكيل لجان تحقيق ووصولها إلى المدينة، في أول اعتراف رسمي من جانبه بعد أيام من التقارير التي تحدثت عن مجازر مروعة بحق المدنيين.

وقال حميدتي في مقطع مصور نشره عبر منصة تلغرام:

“أنا شايف في تجاوزات حصلت في الفاشر، ومن هنا أعلن عن تشكيل لجان تحقيق… مش ذلك فقط، لقد وصلت بالفعل لجان التحقيق إلى الفاشر”.

أول اعتراف من حميدتي بعد مجازر دامية

تأتي تصريحات حميدتي بعد اتهامات متصاعدة من السلطات السودانية ومنظمات أممية ودولية لقوات الدعم السريع بارتكاب “مجازر وانتهاكات إنسانية واسعة” في مدينة الفاشر، شملت إعدامات ميدانية واعتقالات وتهجيراً قسرياً بحق المدنيين، وذلك أثناء اقتحامها المدينة التي ظلت محاصَرة منذ أكثر من عام.

وفي وقت سابق، أعلنت مفوضية العون الإنساني السودانية أن قوات الدعم السريع قتلت أكثر من 2000 شخص خلال دخولها الفاشر، فيما أكدت شبكة أطباء السودان أن عناصر من الدعم السريع صفّوا جميع المرضى داخل مستشفيات المدينة في مشهد وُصف بأنه “مجزرة طبية غير مسبوقة”.

حميدتي: سنحاسب المتورطين ونراجع احتجاز المدنيين

وادعى قائد الدعم السريع أن “لجان تحقيق قانونية ستبدأ فوراً في التحقيق والمحاسبة لأي جندي أو ضابط تجاوز وأجرم في حق أي إنسان يتم القبض عليه”، متعهداً بـ”الإعلان عن نتائج التحقيق بشكل فوري”.

كما زعم حميدتي أنه سمح بحرية الحركة للمدنيين في الفاشر وأصدر توجيهات بـ”مراجعة أوضاع المحتجزين وإطلاق سراح المدنيين فوراً”، داعياً سكان المدينة إلى العودة إلى منازلهم رغم وجود عوائق وألغام ومخلفات الحرب.

وقال في تسجيله المصور:

“نتأسف للكارثة التي حلت بكم، لكننا كنا مجبورين… الحرب فرضت علينا، والقرار لكل القوات أن تتواجد خارج الفاشر بعد تأمين المدينة وإزالة العوائق”.

نزوح جماعي وإدانة دولية متصاعدة

وفقاً لبيانات منظمة الهجرة الدولية، فقد نزح 7,455 شخصاً من الفاشر خلال يوم واحد جراء هجمات الدعم السريع، ليرتفع العدد إلى 33,485 نازحاً خلال ثلاثة أيام فقط، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية.

وجاءت تصريحات حميدتي عقب موجة إدانات عربية وإسلامية وأممية واسعة للانتهاكات في الفاشر، ومطالبات بتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة الدولية، وسط دعوات عاجلة لهدنة إنسانية فورية لحماية المدنيين.

خلفية الحرب في السودان

تأتي هذه التطورات في إطار الحرب المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي فشلت الوساطات الإقليمية والدولية في إنهائها حتى الآن، وسط كارثة إنسانية متفاقمة.

ووفق تقارير أممية ومحلية، فقد خلّفت الحرب نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون نازح ولاجئ، فيما قدّرت دراسة لجامعة أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى