رئيس حزب الوعي: نحن تيار الوسط العاقل ولسنا حزب موالاة.. ورفضنا شراء مقاعد البرلمان

قال الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعي، إن الحزب يمثل «تيار الوسط العقلاني والإصلاح الاجتماعي»، مؤكداً أن «الوعي» ليس حزباً موالياً للدولة ولا حزب معارضة صدامية، بل محاولة لصناعة مدرسة سياسية جديدة قائمة على البراغماتية والإصلاح الهادئ.
وأوضح الدكتور باسل عادل أن الحزب يطرح نفسه كتيار وسطي متزن «يقدم رجال دولة قادرين على المشاركة في الحكم وتحمل المسؤولية»، مشيراً إلى أن هذا الخط لم يكن مألوفاً في مناخ سياسي اعتاد الثنائية الحادة بين الولاء المطلق أو المعارضة الصاخبة.
وشدد رئيس حزب الوعي على أن تأسيس الحزب لم يكن صناعة دولة، قائلاً إن الحزب «لم يُنشأ بقرار فوقي ولا بترتيب رسمي»، بل خرج من مجموعة سياسيين لديهم خبرة طويلة في المجال العام، وتم إقرار وضعه القانوني بعد مسار إداري استمر أشهراً طويلة. ولفت إلى أن الحزب تم تدشينه رسمياً في 2 ديسمبر 2024 بعد عملية تفاوض وإجراءات مطولة، بدأت بتجربة “كتلة الحوار” ضمن فعاليات الحوار الوطني.
عقبات قانونية وبيروقراطية
أشار الدكتور باسل عادل إلى أن مسار تأسيس الحزب واجه معوقات كبيرة، أبرزها اشتراط جمع 5000 توكيل من 15 محافظة، والحصول على مستندات رسمية حديثة لكل عضو في فترة زمنية قصيرة، وهو ما وصفه بأنه «شرط بالغ الصعوبة في مناخ يتراجع فيه انخراط المواطنين في العمل الحزبي، ويتزايد فيه الإحباط العام من السياسة».
وقال رئيس حزب الوعي إن هذه العقبات لا ترتبط فقط بحزب الوعي، وإنما تعكس – بحسب وصفه – حاجة ملحة لإعادة النظر في قانون الأحزاب وطريقة إصدار التوكيلات، بما يسمح بإنشاء كيانات سياسية جادة، وفي المقابل يسمح بإغلاق الكيانات الورقية غير الفاعلة.
دعم الدولة أم إتاحة مساحة؟
وردّ الدكتور باسل عادل على التساؤلات المتداولة بشأن ما إذا كانت الدولة قد ساعدت الحزب في الظهور، قائلاً إن ما حدث هو «إتاحة مساحة، وليس دعماً موجهاً»، موضحاً: «لو عندنا دعم حقيقي كنا دخلنا البرلمان ومعانا 20 أو 30 نائب. هذا لم يحدث». وأضاف أنه عاد إلى المشهد بعد سنوات من الغياب عن الضوء، معتبراً أن مجرد السماح بوجود أصوات سياسية مختلفة في الساحة «هو حق طبيعي لأي فاعل سياسي، وليس منّة من أحد».
وأكد رئيس حزب الوعي أن الحزب لا يعتمد على المال السياسي، ولا يشتري عضويات أو مقاعد، ولا يعرض قوائمه للبيع، مضيفاً: «لو كان عندنا قائمة انتخابية ما كنتش هسمح إطلاقاً بدخول أي شخص من خارج الحزب لمجرد المال أو النفوذ. أبناء الحزب هم الأولى بالتمثيل».
من البرلمان إلى المسؤولية التنفيذية
تحدّث الدكتور باسل عادل عن خبرته السياسية، موضحاً أنه خاض العمل النيابي بعد 2011، كما شارك في مواقع تنفيذية بعد 2013، معتبراً أن الفارق بين التجربتين «ضخم جداً». وقال إن المسؤولية التنفيذية تكشف حجم التعقيد الفعلي في إدارة الملفات، وتجعل النقد مسؤولاً وموضوعياً، لا مجرد استعراض تحت الأضواء.
وأضاف أن هذه الخبرة جعلت خطاب الحزب إصلاحياً عقلانياً، «ينتقد ويعترض، لكن بمنهج مسؤول يفهم صلاحيات كل جهة وحدود قدرتها على القرار».
إحباط من المشهد الحزبي
عبّر رئيس حزب الوعي عن انزعاجه من ضعف الانتماء الحزبي في مصر حالياً، قائلاً إن كثيراً من الداخلين إلى الحياة السياسية لا ينضمون إلى حزب باعتباره مشروعاً فكرياً أو مدرسة سياسية، بل باعتباره «سبيلاً لمقعد برلماني أو حصانة أو نفوذ محلي»، وهو ما يخلق حالة سيولة في الولاءات ويؤدي إلى استقالات سريعة وصراعات موسمية مع كل استحقاق انتخابي.
وأشار إلى أن بعض الخلافات الداخلية التي شهدها الحزب خلال الانتخابات «تم حسمها داخل الهيئة العليا»، مؤكداً أن هذه الخلافات «انتهت ولا تمثل أزمة بنيوية في الوعي»، ووصفها بأنها أمر طبيعي في أي حزب يعمل تحت ضغط انتخابات.
لماذا لم يدخل حزب الوعي مجلس الشيوخ؟
اعترف الدكتور باسل عادل بأن الحزب «بذل مجهوداً كبيراً» في محاولة التمثيل داخل مجلس الشيوخ، لكنه خرج من الجولة الأخيرة دون مقاعد. وقال إن استبعاده من التحالفات الانتخابية الكبرى يظل سؤالاً يجب توجيهه إلى هذه التحالفات، سواء من أحزاب الموالاة أو أحزاب المعارضة التي دخلت قوائم مشتركة بعيداً عن «الوعي».
وأضاف أن الإحباط داخل الحزب لم يكن بسبب غياب المقاعد فقط، بل بسبب الفجوة بين حجم النشاط والانتشار الذي حققه الحزب خلال شهور قليلة، وبين ضعف العائد السياسي المباشر من هذا الحضور.
انتقاد أداء المعارضة داخل البرلمان
قال رئيس حزب الوعي إن أداء المعارضة داخل البرلمان الحالي لم يتحول إلى أجندة تشريعية حقيقية، معتبراً أن «جزءاً كبيراً من المعارضة اكتفى بالظهور في مقاطع قصيرة (ريلز) على الشبكات الاجتماعية»، دون بناء مسار تفاوضي أو تشاركي مع بقية القوى للوصول إلى تأثير تشريعي واضح.
وأكد أن السياسة ليست مجرد خطابات حادة أو لقطات فيروسية، وإنما «قدرة على إنتاج طرح قانوني متكامل، والتحرك به داخل البرلمان وخارجه، والعمل على بناء تحالفات للوصول إلى تعديل حقيقي في السياسات العامة».
مشروع سياسي طويل المدى
وحول خطة الحزب في المرحلة المقبلة، قال الدكتور باسل عادل إن «الوعي» يركز على بناء قاعدة شعبية لها انتماء فكري واضح، و«ليس مجرد حضور موسمي في الانتخابات». ولفت إلى أن الحزب يعمل على تقديم مشروعات قوانين ورؤى مكتوبة للحكومة والبرلمان والرأي العام، إلى جانب الاشتباك المباشر مع الناس في الشارع عبر لقاءات وفعاليات في المحافظات.
وشدد على أن حزب الوعي يتبنى خطاً إصلاحياً وسطياً ليبرالياً اجتماعياً، يهدف إلى «استعادة قيمة العمل السياسي نفسه»، وإعادة تقديم كوادر مدنية قادرة على تحمل المسؤولية فعلياً، وليس فقط الاعتراض اللفظي.
وختم رئيس حزب الوعي بتأكيد أن الحزب «سيستمر في العمل السياسي رغم صعوبة اللحظة»، معتمداً على «العمل المنظم، والرصيد السياسي المتراكم، والإيمان بأن تيار الوسط العاقل يمكن أن يكون طرفاً أساسياً في أي معادلة حكم مقبلة».







