ترامب يفاجئ العالم بأمر استئناف التجارب النووية قبل لقائه شي جينبينغ.. ارتباك في واشنطن وتحذيرات من تداعيات دولية
في خطوة غير متوقعة، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليماته لوزارة الدفاع (البنتاغون) باستئناف التجارب النووية بعد توقف دام أكثر من ثلاثة عقود، وذلك قبل دقائق من بدء قمته مع نظيره الصيني شي جينبينغ في سيول، مما فاجأ المسؤولين الأميركيين وألقى بظلال ثقيلة على القمة المنتظرة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي منشور عبر منصته “تروث سوشيال” كتب ترامب من على متن الطائرة الرئاسية:
“ستبدأ هذه العملية فوراً… لقد أجرى الآخرون تجاربهم، وحان الوقت لنتأكد من أن أسلحتنا تعمل كما ينبغي”.
ارتباك داخل الإدارة الأميركية
المنشور المفاجئ أثار دهشة كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون، الذين أكدوا لوسائل إعلام أميركية، منها واشنطن بوست وCNN، أنهم لم يتلقوا أي توجيهات تنفيذية رسمية.
وأوضح نائب الأدميرال ريتشارد كوريل، المرشح لرئاسة القيادة الاستراتيجية الأميركية، أمام الكونغرس، أنه “لا يفترض أن كلمات الرئيس تعني بدء تجارب نووية”، في حين لم يُظهر البنتاغون أي تحرك لتنفيذ الأمر.
ويُذكر أن وزارة الطاقة الأميركية، لا الدفاع، هي الجهة المسؤولة عن صيانة الترسانة النووية وإجراء اختبارات المحاكاة، التي تُدار عادة عبر برامج حاسوبية متقدمة دون تفجيرات حقيقية.
ترامب: “لم يكن لدي خيار”
وفي منشور لاحق، برر ترامب قراره قائلاً:
“تمتلك الولايات المتحدة أكبر ترسانة نووية في العالم، وقد عملتُ خلال ولايتي الأولى على تحديثها بالكامل… لم أكن أرغب في ذلك، لكن بما أن الآخرين يُجرون تجارب، أعتقد أنه من المناسب أن نفعل نحن أيضًا”.
وذكر الرئيس الأميركي الصين بالاسم، لكنه أضاف أن قراره “لا يستهدفها تحديدًا”، في حين رأى مراقبون أن الخطوة تمثل رسالة ضغط مزدوجة لبكين وموسكو في وقت تشهد فيه العلاقات الأميركية الصينية توترًا متصاعدًا بشأن التسلح والتجارة.
مخاوف من سباق تسلح جديد
خبراء التسلح النووي حذروا من أن استئناف واشنطن لتجاربها سيُعد خرقًا لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT) الموقعة عام 1996، ويفتح الباب أمام سباق تسلح نووي عالمي جديد.
وقال جون وولفستال، المدير السابق لشؤون الحد من التسلح في مجلس الأمن القومي الأميركي، إن تنفيذ الأمر “قد يستغرق سنوات بسبب التعقيدات العلمية والقانونية”، محذرًا من أن “مجرد الإشارة إلى نية الاستئناف قد تشجع الصين وروسيا على فعل الشيء نفسه”.
وأوضح وولفستال أن موقع التجارب النووية في نيفادا، الذي استُخدم آخر مرة عام 1992، يحتاج إلى تجهيزات طويلة الأمد قبل أي اختبار فعلي، مضيفًا أن ولايات مثل نيفادا قد ترفع دعاوى قضائية لمنع التنفيذ.
الصين قد تكون المستفيد الأكبر
ويرى محللون أن الخطوة الأميركية قد تصب في مصلحة بكين، التي تسعى لتوسيع ترسانتها النووية دون التعرض لضغوط دولية.
وقال مسؤول أميركي سابق إن “مجرد إعلان نية واشنطن استئناف التجارب قد يمنح الصين غطاءً لاستئناف تجاربها الخاصة دون إدانة دولية واضحة”.
تصعيد على وقع قمة هشة
ويأتي إعلان ترامب بينما كان على وشك عقد اجتماع مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، هدفه تهدئة التوترات الثنائية.
لكن بدلاً من تعزيز الثقة، أدت تصريحات ترامب إلى تعميق الشكوك الصينية حول نوايا واشنطن، خصوصًا بعد أن أشار في خطابه إلى “التقلبات والمنعطفات” في العلاقة مع بكين.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تؤكد الطابع المتقلب لسياسة ترامب الخارجية، إذ غالبًا ما يستخدم قرارات مفاجئة لخلق ضغط تفاوضي، حتى في أكثر الملفات حساسية كالقضايا النووية.
ختام
وبينما لم تصدر أي تعليمات رسمية للبنتاغون حتى الآن، فإن إعلان ترامب وحده كافٍ لإثارة القلق العالمي من احتمال عودة العالم إلى عصر التجارب النووية المفتوحة، في وقت يشهد النظام الدولي اضطرابات متزايدة وحروبًا متعددة الأبعاد.





