السودانالمجلس العربي

بيان المجلس العربي حول المجازر الجارية في السودان وخطورة المخطط الإقليمي لتقسيمه

الخرطوم في 31 أكتوبر 2025

يتابع المجلس العربي بقلق بالغ ووجع إنساني عميق ما يجري في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، من مجازر مروّعة وعمليات قتل وتهجير واسعة ضد المدنيين الأبرياء، على يد مليشيات الدعم السريع المدعومة عسكريًا ولوجستيًا من جهات خارجية، وفي مقدمتها النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

لقد تحولت دارفور إلى مسرحٍ مفتوح لجرائم إبادة وتطهير عرقي، وسط صمتٍ إقليمي ودولي غير مقبول، وعجز واضح لمؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن وقف هذه الكارثة الإنسانية.

إن ما يحدث في السودان لا يمكن فصله عن مشروع خطير لتفكيك الدولة السودانية وتحويلها إلى كيانات متناحرة وفاشلة، خدمة لأجندات إقليمية ودولية تسعى لإضعاف السودان ونهب موارده وإقصائه من دوره العربي والإفريقي الطبيعي.

ويؤكد المجلس العربي أن مخطط تقسيم السودان، إذا تُرك ليستكمل فصوله، سيُشكّل سابقة كارثية تُهدد الأمن القومي العربي بأكمله، وتمهّد الطريق لتكرار السيناريو ذاته في دول عربية أخرى.

يدين المجلس العربي بأشد العبارات التورط المباشر للنظام الإماراتي في دعم وتمويل وتسليح مليشيات الدعم السريع، رغم ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية موثقة من قبل المنظمات الدولية.

ويُحذّر من أن هذا السلوك يُقوّض مبدأ التضامن العربي، ويمثّل طعنة في خاصرة الأمن القومي العربي، إذ لا يمكن القبول بأن تُستخدم الأموال العربية في تمويل حروب الإبادة وتدمير أوصال دولة عربية شقيقة.

ومن هنا يدعو المجلس العربي الدول العربية إلى التحرك الفوري والمشترك من أجل:

  1. وقف المذابح في دارفور والضغط لفرض وقف إطلاق نار شامل ودائم؛
  2. إطلاق مبادرة عربية مستقلة لحماية وحدة السودان وسلامة أراضيه؛
  3. التحقيق العربي والدولي في دور الأطراف الخارجية في تمويل وتسليح المليشيات؛
  4. محاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة والتهجير القسري أمام القضاء الوطني والدولي؛
  5. تقديم دعم إنساني عاجل للمدنيين النازحين والمتضررين في دارفور وسائر المناطق المنكوبة.

كما يناشد الدول الاسلامية، وعلى رأسها تركيا، والدول الأفريقية، وعلى رأسها جنوب أفريقيا، وكل القوى المؤمنة بالسلام، التدخل الفوري للضغط من أجل وقف جرائم الإبادة، والمساعدة في منع انهيار السودان.

وفي الختام يؤكد المجلس العربي أن قضية السودان ليست نزاعاً داخلياً فحسب، بل قضية عربية بامتياز، تمسّ حاضر الأمة ومستقبلها، وأن الصمت على الجريمة خيانة، والحياد تواطؤ.

وسيواصل المجلس العربي، ومعه شبكات الحقوقيين والديمقراطيين العرب، العمل على فضح هذه الجرائم أمام الرأي العام الدولي، والدفاع عن حق الشعب السوداني في الحرية والكرامة ووحدة وطنه.

المجلس العربي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى