إيران تدين مجازر “الدعم السريع” في الفاشر وتؤكد دعمها لوحدة السودان ورفضها لأي أجسام موازية

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الجمعة، إدانتها للمجازر والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر غربي السودان، مؤكدة رفضها لأي “حكومة أو أجسام موازية” داخل هذا البلد، وتشديدها على دعم وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.
اتصال هاتفي بين وزيري خارجية السودان وإيران
جاء الموقف الإيراني خلال اتصال هاتفي تلقّاه وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم، مساء الجمعة، من نظيره الإيراني عباس عراقجي، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وأوضح البيان أن عراقجي أعرب عن “إدانة بلاده للمجازر والانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر”، مؤكدًا أن إيران “ترفض أي حكومة أو أجسام موازية في السودان”، في إشارة إلى محاولات بعض القوى فرض واقع سياسي أو عسكري خارج مؤسسات الدولة الرسمية.
دعم إيراني لوحدة السودان
وجدد الوزير الإيراني خلال الاتصال دعم بلاده الكامل للسودان وشعبه، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة وسيادة السودان ورفض أي مساعٍ لتقسيمه أو المساس بسلامة أراضيه. كما بحث الوزيران مسار العلاقات الثنائية بين الخرطوم وطهران وسبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية.
مجازر الفاشر وتداعيات الحرب السودانية
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت، الأحد الماضي، على مدينة الفاشر، كبرى مدن إقليم دارفور، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق ما وثقته مؤسسات محلية ودولية. وأثار الحدث موجة تنديد إقليمية ودولية واسعة، وسط تحذيرات من خطر تقسيم جغرافي يكرّس واقعًا ميدانيًا جديدًا في البلاد.
وفي تصريح مثير للجدل، أقرّ قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع “تجاوزات” من بعض عناصر قواته في الفاشر، معلنًا تشكيل “لجان تحقيق”، بينما اتهمه ناشطون وهيئات حقوقية بالتغطية على جرائم ممنهجة ضد المدنيين.
حرب مدمّرة منذ أبريل 2023
ويشهد السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى ونحو 13 مليون نازح داخل البلاد وخارجها.
وباتت قوات الدعم السريع تسيطر على الولايات الخمس لإقليم دارفور غربًا، في حين يحتفظ الجيش بالسيطرة على أغلب مناطق الولايات الـ13 الأخرى في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
ويُعدّ الموقف الإيراني الجديد من أبرز المواقف الإقليمية التي تدين بوضوح انتهاكات قوات الدعم السريع، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب واستئناف الحوار بين الأطراف السودانية.







