الولايات المتحدة تدين الفظائع الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر

أدانت الولايات المتحدة، السبت، ما وصفته بـ”الفظائع الجماعية” التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، معربة عن قلقها البالغ إزاء سلامة السكان والفارين من المدينة.
جرائم مروعة في الفاشر
في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر واسعة بحق مدنيين، وفقًا لتقارير محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إن واشنطن “تدين الفظائع الجماعية المبلغ عنها التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر”، مؤكدة أن تلك الانتهاكات تمثل تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين في المنطقة.
دعوة لوقف العنف والانتقام
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد على سلامة المدنيين داخل المدينة والفارين إلى المناطق المجاورة، مؤكدة أن ما تشهده الفاشر يعيد إلى الأذهان مأساة مدينة الجنينة في غرب دارفور عام 2023.
وجاء في البيان: “يجب على قوات الدعم السريع الكف عن أعمال الانتقام والعنف العرقي، ويجب ألا تتكرر مأساة الجنينة مرة أخرى”.
وفي أبريل/ نيسان 2024، كانت الأمم المتحدة قد استنكرت تصاعد العنف القبلي الدامي في الجنينة ودعت إلى تحقيق دولي مستقل حول تلك الجرائم.
واشنطن: لا حل عسكريًا للأزمة السودانية
أكدت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لإيجاد مسار سلمي في السودان، مشددة على أنه “لا يوجد حل عسكري قابل للتطبيق، وأن الدعم العسكري الخارجي لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع”.
ودعت واشنطن طرفي النزاع في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، إلى الانخراط في مسار تفاوضي جاد لإنهاء معاناة الشعب السوداني ووقف الدمار الإنساني المتصاعد.
اعترافات “حميدتي” وواقع الحرب المأساوي
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أقر، الأربعاء الماضي، بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيًا تشكيل لجان تحقيق للنظر في الانتهاكات.
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة.
سيطرة كاملة على إقليم دارفور
وبعد سيطرتها على مدينة الفاشر، أصبحت قوات الدعم السريع تحكم قبضتها على ولايات دارفور الخمس غربي البلاد، من أصل 18 ولاية سودانية.
في المقابل، يسيطر الجيش السوداني على أغلب المناطق في الولايات الثلاث عشرة المتبقية جنوبًا وشمالًا وشرقًا ووسطًا، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.






