مقالات وآراء

ماهر المذيوب يكتب : هكذا دمّر قيس سعيّد الدبلوماسية التونسية خلال سبع سنوات من العزلة

كتب ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية عبر صفحتة الشخصية فيس بوك : “7 سنوات من العزلة: كيف دمّر قيس سعيد الأصول المؤسسة للدبلوماسية التونسية، وخرّب علاقات تونس في الخارج”، استعرض فيه مظاهر التدهور الخطير الذي أصاب السياسة الخارجية التونسية منذ تولي قيس سعيّد الحكم.

قيس سعيّد: رئيس غاضب… يكره البشاشة

قال المذيوب إن قيس سعيّد رجل غاضب، لا يعرف الابتسامة إلا أمام ثلاث شخصيات فقط: الرئيس عبد المجيد تبون، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأوضح أن سعيّد نادر السفر، ويغيب عن أهمّ المؤتمرات الدولية، وإن حضر، فإنه “يقتل الحضور” بخطاباته الطويلة التي لا تُراعي السياق ولا الوقت. كما أشار إلى أن استقبالاته لضيوف تونس كثيرًا ما تكون مفاجئة ومحرجة.

قيس سعيّد اختزل الدبلوماسية في شخصه

انتقد ماهر المذيوب طريقة تفكير قيس سعيّد الذي يرى أن “الدبلوماسية التونسية هي قيس سعيّد، وقيس سعيّد هو الدبلوماسية التونسية”. وأضاف أن الرئيس عطّل تراكم 65 سنة من المكاسب الدبلوماسية وأغلق المسارات المهنية للدبلوماسيين، فحلّ الجمود بدل الإبداع، والتردد بدل المبادرة.

وأشار إلى أن حالة الخوف أصبحت تسود الوسط الدبلوماسي، لأن الجميع ينتظر “تعليمات الرئيس”، وهو ما دمّر روح العمل الجماعي في خدمة صورة تونس ومصالحها.

انهيار الحياد الإيجابي… لصالح المحاور

أكد المذيوب أن قيس سعيّد تخلّى عن أسس الدبلوماسية التونسية، وأصبح القرار الخارجي التونسي رهينًا للحفاظ على رضا بعض العواصم، مثل الجزائر، أو إيطاليا، أو مصر.

وانتقد غياب أي توجه مستقل، مشيرًا إلى أن تونس أصبحت تسعى فقط وراء فتات المساعدات أو قروض عالية التكلفة من مؤسسات مشبوهة، في ظل شعارات ثورية فارغة، دون أثر حقيقي على الأرض.

رئيس يكره رجال الأعمال… ويخاف من المال

قال المذيوب إن قيس سعيّد لا يؤمن بفكرة الدبلوماسية الاقتصادية، ويعتقد أن كل رجل أعمال فاسد حتى يثبت العكس. لذلك من غير الممكن أن ينظّم أو يقود وفودًا اقتصادية لصالح تونس، أو يفتح أسواقًا جديدة للمنتجين والمستثمرين.

عزلة دولية… ومخلفات خطيرة

وصف ماهر المذيوب فترة حكم قيس سعيّد بأنها أسوأ عزلة دولية في تاريخ الجمهورية التونسية. وقال إن القرار السيادي ضعف إلى أدنى مستوياته، وإن سعيّد ترك وراءه ألغامًا خطيرة، منها:

  • ملف “جيش المهاجرين” من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
  • تصاعد الوجود المذهبي الغاضب.
  • غياب دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.
  • وتضخيم كلفة الخطابات الرنانة التي لا تُسمن ولا تغني من جوع.

الختام: تونس تستحق أفضل

أكّد ماهر المذيوب أن قيس سعيّد، باعتباره الرئيس السابع لتونس، سيرحل عاجلًا أو آجلًا، لكنه ترك خرابًا في سمعة تونس ومكانتها الدولية، وأنه دمر إرثًا دبلوماسيًا عريقًا من الصعب استعادته في المدى القريب.

وختم قائلًا:

“تونس تستحق رئيسًا يُعيد إليها مكانتها الإقليمية والدولية، ويحترم ذكاء شعبها وتاريخها الدبلوماسي.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى