أخبار العالم

نيويورك تايمز تحذر: الولايات المتحدة تسلك طريق التراجع الديمقراطي في عهد ترامب وفق 12 مؤشرًا دوليًا

حذرت هيئة تحرير صحيفة نيويورك تايمز من أن الولايات المتحدة “تسير على طريق واضح نحو التراجع الديمقراطي”، مستندة إلى 12 مؤشرًا تُستخدم عالميًا لقياس انزلاق الأنظمة من الديمقراطية إلى الحكم السلطوي، مؤكدة أن هذه المؤشرات تنطبق بدرجات متفاوتة على البلاد في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن إدارة ترامب “تستخدم السلطة بأسلوب غير مسبوق” وتقوم بـ”تجاوزات قانونية خطيرة”، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تهدد جوهر المؤسسات الديمقراطية الأميركية.

تقييد حرية التعبير والمعارضة

اتهمت الصحيفة إدارة ترامب بممارسة ضغوط مباشرة على وسائل الإعلام، وإجبار بعض القنوات على إيقاف برامج انتقدته، وإلغاء تأشيرات طلاب بسبب آرائهم السياسية، والتحريض ضد قضاة ومعارضين، في محاولة لخلق مناخ يخشى فيه المواطنون التعبير عن آرائهم.

تسليح أجهزة العدالة ضد الخصوم

ذكرت الافتتاحية أن وزارة العدل تحولت إلى أداة لخدمة مصالح ترامب الشخصية، حيث استُخدمت لتوجيه اتهامات ضد معارضين بارزين، بينما منح العفو الكامل لمقتحمي الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني، في خطوة تعكس ازدواجية المعايير في تطبيق القانون.

إضعاف سلطة الكونغرس

قالت الصحيفة إن ترامب تجاوز صلاحيات الكونغرس في الإنفاق العام وفرض رسومًا جمركية دون موافقة تشريعية، في انتهاك واضح لمبدأ الفصل بين السلطات.

استخدام الجيش لأغراض داخلية

أشارت إلى أن ترامب استخدم الحرس الوطني لقمع احتجاجات داخلية في لوس أنجلوس وبورتلاند، وأقال ضباطًا كبارًا دون مبرر، معتبرة أن هذا السلوك “استعراض للقوة” شائع في الأنظمة السلطوية.

تحدي السلطة القضائية

اتهمت الصحيفة إدارة ترامب بتجاهل أوامر قضائية فدرالية، والتحايل على أحكام المحاكم الأدنى، ما يضعف استقلال القضاء ويقوض إحدى ركائز النظام الديمقراطي الأميركي.

إساءة استخدام حالات الطوارئ

ذكرت الصحيفة أن ترامب اختلق أزمات وهمية لتوسيع سلطاته، منها مزاعم غزو فنزويلي لتبرير عمليات عسكرية، واستخدم قانون الطوارئ لفرض سياسات خارج صلاحياته، ما يمثل خطوة نحو تركيز السلطة في يد واحدة.

التحريض ضد الأقليات

اتهمت الصحيفة ترامب بـ”تصوير المهاجرين كمصدر تهديد وطني”، وشن حملات ضد المتحولين جنسيا، وإلغاء برامج التنوع العرقي، والترويج لفكرة أن “البيض والمسيحيين ضحايا”، وهي أدوات سياسية لبناء قاعدة قائمة على الانقسام.

التحكم في المعلومات والإعلام

أشارت إلى أن ترامب أقال مسؤولين حكوميين بعد نشر بيانات سلبية، وأوقف أبحاث المناخ، ورفع دعاوى قضائية ضد صحف كبرى مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، في محاولة لإخضاع الإعلام وتضييق مساحة النقد.

قمع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية

ذكرت الصحيفة أن ترامب استهدف الجامعات باعتبارها مراكز للمعارضة الفكرية، فقلص التمويل وفرض قيودًا على التوظيف والقبول، في محاولة لإسكات الفكر النقدي.

عبادة الشخصية وتمجيد القائد

لفتت الصحيفة إلى أن رمزية ترامب تحولت إلى عبادة شخصية؛ إذ نُشرت صوره على المباني الرسمية، وصُنعت عملات رقمية ومعدنية باسمه، وجرى الترويج له كبطل قومي، مما يعزز ثقافة القائد الفرد.

الفساد واستغلال المنصب

اتهمت الصحيفة ترامب باستخدام منصبه لتحقيق مكاسب شخصية مباشرة من خلال استغلال مؤسسات الدولة وتلقي أموال من حكومات أجنبية، مشيرة إلى أن أرباح مؤسسته ارتفعت إلى أكثر من 860 مليون دولار خلال نصف عام فقط.

التلاعب بالنظام الانتخابي

قالت الصحيفة إن ترامب حاول إلغاء نتائج انتخابات 2020، وضغط على الجمهوريين للتلاعب بالدوائر الانتخابية، وألمح إلى إمكانية البقاء في الحكم بعد عام 2029، ما يعد تهديدًا مباشرًا لتداول السلطة.

خلاصة التحذير

وفي ختام افتتاحيتها، أكدت نيويورك تايمز أن الولايات المتحدة “ليست دولة استبدادية بعد، لكنها بدأت بالفعل تسير في هذا الاتجاه”، محذّرة من أن التهاون الشعبي والسياسي في مواجهة هذا الانحراف قد يؤدي إلى انهيار التجربة الديمقراطية الأميركية.

وأضافت أن الصحيفة ستقوم بتحديث “المؤشر الديمقراطي الأميركي” عام 2026 لمتابعة ما إذا كانت البلاد ستتمكن من وقف هذا المسار أو ستواصل الانزلاق نحو الحكم الفردي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى