الأمم المتحدة: آلاف المدنيين محاصرون في الفاشر وعرقلة المساعدات الإنسانية “غير مقبولة”
حذّرت الأمم المتحدة، الاثنين، من تدهور الوضع الإنساني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، مؤكدة أن آلاف المدنيين ما زالوا محاصرين داخل المدينة، في ظل انقطاع شبه كامل عن العالم الخارجي، وداعية إلى إتاحة وصول فوري وغير مقيد للمساعدات الإنسانية.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك، إن “المدنيين غير قادرين على مغادرة الفاشر، فيما قُتل المئات منهم، بمن فيهم عاملون في المجال الإنساني”، مشيرًا إلى أن “استمرار قوات الدعم السريع في عرقلة إيصال المساعدات المنقذة للحياة أمر غير مقبول”.
ودعا المسؤول الأممي إلى وقف فوري للأعمال العدائية لضمان حماية المدنيين، مؤكدًا أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يكثّف جهوده لتأمين ممرات آمنة للمساعدات إلى المدينة المنكوبة.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على مدينة الفاشر، وارتكبت مجازر بحق المدنيين وفق تقارير لمنظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من مخاطر تقسيم السودان جغرافيًا.
وفي 29 من الشهر ذاته، أقرّ قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع تجاوزات في المدينة، معلنًا فتح تحقيق في الحوادث.
وفي تطور متصل، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اتخاذ خطوات فورية لجمع أدلة تتعلق بـ”الجرائم المرتكبة في الفاشر”، تمهيدًا لملاحقات قضائية دولية محتملة.
يُذكر أن قوات الدعم السريع تسيطر حاليًا على معظم ولايات إقليم دارفور الخمس، باستثناء أجزاء من شمال دارفور، بينما يحتفظ الجيش السوداني بسيطرته على أغلب ولايات البلاد الأخرى، بما فيها العاصمة الخرطوم.






