الخرطوم تدعو لتجفيف منابع تسليح “الدعم السريع” وتصنيفها كيانًا إرهابيًا

جددت الحكومة السودانية، الثلاثاء، دعوتها إلى المجتمع الدولي بضرورة تجفيف منابع تسليح قوات الدعم السريع، والعمل على تصنيفها ككيان إرهابي، في ظل ما وصفته بـ”الجرائم المروعة والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مندوب السودان لدى الاتحاد الإفريقي، السفير الزين إبراهيم حسين، بمقر سفارة الخرطوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
اتهامات للمجتمع الدولي
حمّل السفير حسين “الأسرة الدولية والإقليمية المسؤولية عن تشجيع المليشيا الإرهابية (في إشارة إلى قوات الدعم السريع)”، مؤكدًا أن هذا الدعم ساهم في ارتكاب “جرائم وفظائع مروعة بمدينة الفاشر وعدد من المدن والقرى”.
وأوضح أن استمرار تدفق الدعم العسكري والمالي لهذه القوات يؤدي إلى إطالة أمد الحرب وتعميق المأساة الإنسانية في البلاد.
مطالب بإدراج المليشيا على قوائم الإرهاب
دعا المندوب السوداني إلى وقف جميع أشكال الدعم الخارجي لقوات الدعم السريع، بما في ذلك مصادر التمويل والتسليح، مطالبًا بـ”تصنيف هذه المليشيا ككيان إرهابي دولي”، نظرًا لما ترتكبه من “انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني”.
كما حذّر من خطورة انتقال ظاهرة استقدام المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى دول إفريقية أخرى، بما يهدد أمن واستقرار القارة بأكملها.
مشاهد لانتهاكات موثقة
وخلال المؤتمر، عرض حسين مقاطع مصورة قال إنها توثق “الانتهاكات الواسعة وعمليات القتل الجماعي التي نفذتها قوات الدعم السريع عند دخولها مدينتي الفاشر وبارا، وعدد من المناطق الأخرى ضد المدنيين العُزّل”.
وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع ما وصفها بـ”تجاوزات” من عناصر قواته في مدينة الفاشر، مدعيًا أنه فتح تحقيقًا داخليًا بشأنها.
تطورات ميدانية
تسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على ولايات دارفور الخمس غربي البلاد، بينما يحتفظ الجيش السوداني بالسيطرة على 13 ولاية أخرى تشمل الشمال والشرق والجنوب والوسط، إضافة إلى العاصمة الخرطوم.
ويشكّل إقليم دارفور نحو 20% من مساحة السودان، غير أن غالبية السكان — البالغ عددهم حوالي 50 مليون نسمة — يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.
خلفية الحرب
اندلعت الحرب في السودان في أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إثر خلافات تتعلق بالمرحلة الانتقالية وتقاسم السلطة.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقرب من 13 مليون شخص، وسط كارثة إنسانية تُعد من الأسوأ عالميًا.

