الرئيس اللبناني: الاحتلال الإسرائيلي يعرقل خطة حصر السلاح بيد الدولة

قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، الثلاثاء، إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان يعرقل تنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدًا أن الجيش يواصل أداء مهامه رغم الخروقات اليومية من جانب تل أبيب.
جاءت تصريحات عون خلال استقباله في بيروت مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هاميش فالكنر، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
خطة حصر السلاح بيد الدولة
كان مجلس الوزراء اللبناني قد أقر في 5 أغسطس/ آب 2025 خطة لحصر السلاح، بما في ذلك سلاح حزب الله، بيد الدولة اللبنانية، وكلف الجيش بوضع خطة تنفيذية تُنجز قبل نهاية العام الجاري.
إلا أن نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، أعلن مرارًا رفض الحزب لهذا القرار، مشددًا على أن الأولوية يجب أن تكون لانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة.
دعم بريطاني للجيش اللبناني
وأشادت الرئاسة اللبنانية بموقف المسؤول البريطاني، الذي عبّر عن تقديره للدور الذي يؤديه الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، وللتنسيق القائم مع قوات اليونيفيل، مؤكدًا استمرار دعم بلاده للمؤسسة العسكرية اللبنانية.
في المقابل، شكر الرئيس عون الحكومة البريطانية على دعمها المتواصل، خاصة في بناء أبراج المراقبة على الحدود الشرقية والشمالية، وإطلاق مشروع مماثل على الحدود الجنوبية.
الاحتلال الإسرائيلي والخروقات المستمرة
وأوضح الرئيس اللبناني أن الجيش ينتشر جنوب الليطاني بموجب اتفاق تم التوصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، لكنه أشار إلى أن الانتشار لم يكتمل بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية وعدم التزام تل أبيب ببنود الاتفاق.
وأضاف أن الخروقات الإسرائيلية اليومية تبقي التوتر قائمًا وتعرّض حياة المدنيين للخطر، في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة، والتي شملت عمليات اغتيال وغارات على مناطق شرق وجنوب لبنان.
التفاوض لإنهاء الاحتلال
وجدد الرئيس عون تأكيده أن الحل السياسي والتفاوض هو السبيل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتداعياته، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني ينفذ خطة شاملة لجمع السلاح بيد الدولة ويرفع تقارير دورية إلى مجلس الوزراء.
كما أوضح أن الجيش يعمل على جمع السلاح من بعض المخيمات الفلسطينية ضمن الجهود الرامية إلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
ودعا الرئيس اللبناني المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، تمهيدًا لإعادة إعمار القرى والبلدات المتضررة بمساعدة الدول الصديقة.
خلفية: الحرب الأخيرة وخروقات وقف إطلاق النار
وكان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024 قد أنهى العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي بدأ في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحوّل في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل و17 ألف مصاب.
ومنذ ذلك الحين، خرقت إسرائيل الاتفاق أكثر من 4500 مرة، ما تسبب في سقوط مئات الضحايا، فيما لا تزال تحتل خمس تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إلى جانب مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.



