شبكة أطباء السودان: “الدعم السريع” تمنع دفن عشرات الجثث داخل منازل بمدينة بارا

قالت شبكة أطباء السودان (مستقلة)، الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع تمنع دفن عشرات الجثث المكدسة داخل منازل في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، وسط ظروف إنسانية وصحية متدهورة للغاية.
وأوضحت الشبكة، في بيان، أنها تتابع “بقلق بالغ ما يجري في مدينة بارا من جرائم مروّعة ترتكبها قوات الدعم السريع بحق المدنيين العزّل، في مشهد يلخّص أبشع صور الانتهاك الإنساني والقتل الممنهج”.
عشرات الجثث داخل المنازل
وأضافت الشبكة أن “التقارير الميدانية الواردة تفيد بوجود عشرات الجثث مكدسة داخل المنازل، بعد أن منعت قوات الدعم السريع ذوي الضحايا من دفنهم، ليبقى الموتى محاصرين في بيوتهم، والأحياء محاطين بالرعب والجوع والعطش”.
وأشارت إلى أن أعداد المفقودين تتزايد يوميًا مع انقطاع كامل للاتصالات، وانعدام أي وجود طبي أو إنساني فاعل في المدينة.
كما لفتت إلى أن “موجات النزوح الجماعي من بارا تتواصل في ظروف بالغة القسوة، حيث يفر المدنيون سيرًا على الأقدام نحو المجهول، دون غذاء أو دواء أو مأوى، بينما تنهار الخدمات الصحية تمامًا وتنتشر الأمراض وسوء التغذية بين الأطفال والنساء وكبار السن”.
“جريمة ضد الإنسانية”
وأكدت شبكة الأطباء أن “ما يحدث في بارا جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس“، داعيةً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والطبية والمجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري والجاد لوقف هذه الانتهاكات، وفتح ممرات آمنة للمدنيين، وتمكين الأسر من دفن موتاها بكرامة”.
وحتى الساعة 11:00 (ت.غ)، لم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع بشأن هذه الاتهامات.
تدهور أمني متصاعد في كردفان
ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان منظمة الهجرة الدولية، السبت، نزوح 1565 شخصًا في ولايتي شمال وجنوب كردفان جراء تصاعد انعدام الأمن.
كما أعلنت السلطات السودانية، الخميس الماضي، سقوط قتلى وجرحى في هجوم شنّته قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة على منطقة زريبة الشيخ البرعي بولاية شمال كردفان، في حين قالت شبكة الأطباء في اليوم ذاته إن القوات قتلت 38 مدنيًا في بلدة “أم دم حاج أحمد” في الولاية نفسها.
خلفية الحرب السودانية
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على مدينة بارا في إطار حربها المستمرة مع الجيش السوداني، لكنها تنفي استهداف المدنيين.
وكانت القوات نفسها قد استولت على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وارتكبت مجازر بحق مدنيين وفق تقارير منظمات محلية ودولية، فيما أقر قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” لاحقًا بحدوث “تجاوزات” زاعمًا فتح تحقيق.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل/ نيسان 2023 بسبب خلافات حول المرحلة الانتقالية، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، ما تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.




