التوتر يعود إلى حزب الوفد مع اقتراب انتخابات الرئاسة

عاد التوتر مجددًا داخل أروقة حزب الوفد، بعد إعلان رئيس الحزب الدكتور عبدالسند يمامة دعوة الهيئة الوفدية للانعقاد في 30 يناير المقبل لاختيار رئيس جديد.
خطوة وُصفت بالمفاجئة وأشعلت خلافات داخلية بين قيادات الحزب، وسط جدل حول قانونية القرار ومدى توافقه مع تقاليد الحزب العريقة، فيما يؤكد «يمامة» أنّ تحركه قانوني ومتسق مع السوابق الحزبية، لتتصاعد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الانتخابات ستعيد الانسجام داخل الحزب أم تفاقم الانقسامات القائمة.
اعتراضات داخلية على تشكيل اللجنة
وردًا على الانتقادات، قال الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، في تصريحات خاصة، إن ما أُثير حول مخالفة قرار تشكيل اللجنة للائحة الداخلية غير صحيح تمامًا.
وأوضح أن الثوابت داخل الحزب جرت على عكس ما يُقال، وأن ما فعله هو نفسه ما فعله المستشار بهاء أبو شقة في الانتخابات السابقة «وبالحرف الواحد».
وأكد رئيس الحزب أنه لم يخالف اللائحة الداخلية، مشيرًا إلى أن القرارات التي اتخذها تأتي في إطار صلاحياته القانونية لضمان سير العملية الانتخابية بشفافية وتنظيم، دون تعطيل أو تأجيل.
«القرارات جاءت لضمان نزاهة الانتخابات وتفادي أي تأخير في الإجراءات»، قال يمامة مؤكدًا على التزامه باللوائح المعمول بها داخل الحزب.
خلفية الأزمة
كان رئيس حزب الوفد قد أصدر القرار رقم (49) لسنة 2025 بدعوة الهيئة الوفدية للانعقاد يوم الجمعة 30 يناير 2026 لانتخاب رئيس جديد للحزب، بالتزامن مع إصدار القرار رقم (50) الذي نصّ على تشكيل لجنة الإشراف على الانتخابات برئاسة المهندس حسين منصور، وعضوية كل من:
ياسر قورة، كاظم فاضل، حاتم رسلان، صفوت عبد الحميد، حمادة بكر، وأيمن محمد سيد.
وتتولى اللجنة، وفق القرار، الإشراف الكامل على العملية الانتخابية بدءًا من تلقي طلبات الترشح وحتى إعلان الكشوف النهائية والنتائج.
لكن هذا التشكيل واجه اعتراضًا من بعض قيادات الحزب الذين طالبوا بعرضه أولًا على المكتب التنفيذي لاعتماده رسميًا، معتبرين أن القرار تم اتخاذه بشكل منفرد دون توافق مؤسسي.
انتخابات حاسمة في يناير
تُعد انتخابات رئاسة حزب الوفد المقبلة من الاستحقاقات الحاسمة في تاريخه الحديث، ومن المتوقع أن تشهد منافسة قوية بين عدد من الأسماء البارزة داخل الحزب، أبرزهم:
فؤاد بدراوي، ياسر حسان، هاني سري الدين، إلى جانب احتمال عودة الدكتور سيد البدوي إلى السباق الانتخابي.
وقال ياسر حسان، عضو الهيئة العليا للحزب، إنه يدرس الترشح رسميًا لرئاسة الحزب، لكن القرار النهائي لم يُحسم بعد، مشيرًا إلى أن “كل اسم له حساباته الخاصة وتاريخه داخل الحزب”.
وأضاف أن الدكتور سيد البدوي تولى رئاسة الحزب مرتين سابقًا، بينما هناك وجوه جديدة لم تخض التجربة من قبل، مؤكدًا أن تاريخ كل مرشح ودوره التنظيمي سيكونان عاملين حاسمين في فرص نجاحه.
بهذه الخطوة، يبدو أن حزب الوفد يتجه نحو مرحلة جديدة من التجاذبات الداخلية مع اقتراب موعد الانتخابات، في انتظار ما إذا كانت ستشكل بداية لتجديد دماء الحزب أم فصلًا جديدًا من الانقسامات التاريخية بين قياداته.







