شبكة أطباء السودان: قوات الدعم السريع أعدمت ميدانيًا طبيبًا في الفاشر

أدانت شبكة أطباء السودان، الأربعاء، إعدام قوات الدعم السريع ميدانيًا الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل في مدينة الفاشر غربي البلاد، ووصفت الحادثة بأنها جريمة بشعة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

إعدام طبيب تحت الاعتقال

وقالت الشبكة المستقلة، في بيان رسمي، إنها “تدين بأشد العبارات جريمة تصفية الطبيب آدم إبراهيم إسماعيل بمدينة الفاشر على يد قوات الدعم السريع”، معتبرةً أن ما جرى يأتي ضمن استهداف ممنهج للكوادر الطبية والعاملين في المجال الإنساني.

وأضافت أن قوة تتبع للدعم السريع اعتقلت الطبيب داخل المدينة قبل أن تُقدِم على تصفيته ميدانيًا، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية التي تجرّم الاعتداء على الطواقم الطبية.

ودعت الشبكة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى التحرك العاجل لحماية الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات المتكررة بحق الكوادر الطبية في مناطق النزاع بالسودان.

نعي واسع للطبيب المغدور

من جانبها، نعت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر (إغاثية) الطبيب الراحل، مؤكدة أنه “أفنى حياته في خدمة أبناء مدينته خلال فترة الحصار، مقدّمًا الرعاية والعون لكل محتاج، حتى طالته رصاصات الغدر على يد قوات الدعم السريع”.

وتعد مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، من أكثر المناطق تضررًا منذ استيلاء قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث وثقت منظمات محلية ودولية مجازر واسعة بحق المدنيين، وسط تحذيرات من تقسيم جغرافي فعلي للبلاد.

استهداف الصحفيين والإعلاميين

وفي السياق ذاته، أعلنت نقابة الصحفيين السودانيين (مستقلة)، في بيان منفصل، نجاة 12 صحفيًا من الفاشر بعد فرارهم إلى منطقة طويلة بشمال دارفور.

وقالت النقابة إن عدد الصحفيين المعتقلين والمختفين قسرًا على يد قوات الدعم السريع يبلغ 5 صحفيين، بينما فُقد الاتصال بـ7 آخرين، بينهم صحفيتان، ولا تزال أوضاعهم مجهولة حتى الآن.

ولم يصدر تعقيب رسمي من قوات الدعم السريع على بياني شبكة الأطباء أو نقابة الصحفيين حتى ساعة نشر هذا الخبر.

خريطة السيطرة الميدانية

ومن أصل 18 ولاية سودانية، تسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على الولايات الخمس لإقليم دارفور غربًا، باستثناء بعض الأجزاء الشمالية من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

أما الجيش، فيُحكم سيطرته على الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

ويشكل إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، في حين تتركز غالبية سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة، في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش.

خلفية الحرب السودانية

واندلعت الحرب في السودان في أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إثر خلافات حول المرحلة الانتقالية، ما تسبب في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وسط مجاعة متفاقمة وانهيار شبه كامل للنظام الصحي في مناطق النزاع.