فوز زهران ممداني بعمدة نيويورك يشعل الجدل بين الاحتفاء والغضب الإسرائيلي
أثار فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك ردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ احتفل أنصاره باعتباره لحظة تاريخية كأول مسلم يتولى قيادة أكبر مدينة أميركية، بينما عبرت أوساط إسرائيلية عن غضب وقلق شديدين مما وصفته بـ”سقوط نيويورك”.
فبعد إعلانه الفوز في خطاب أمام حشد من أنصاره، أكد ممداني أنه سيؤدي القسم الرسمي في يناير المقبل، متعهداً بأن تكون ولايته “مدينة يمكن للجميع تحمّل تكاليفها والعيش فيها بكرامة”.
لكن هذا الفوز الذي اعتبره الديمقراطيون انتصارًا للتنوع والتمثيل الاجتماعي، قوبل على الجانب الآخر بهجوم حاد من كتاب ومغردين إسرائيليين، الذين وصفوا فوز ممداني بأنه “يوم أسود في تاريخ المدينة والولايات المتحدة والعالم الحر”، محذرين مما سموه “تزايد غزو الغرب من الداخل”.
وكتب أحد المعلقين الإسرائيليين:
“لقد سقطت نيويورك! سيقودها شخص خطير ومتطرف داعم للإرهاب. هذه بداية النهاية للحلم الأميركي.”
في المقابل، رأت منظمة “صوت اليهود” (Jewish Voice) — وهي حركة يهودية مناهضة للصهيونية — أن فوز ممداني “انتصار لقيم العدالة والمساواة”، مؤكدة دعمها له في “بناء مدينة أكثر عدلاً لجميع سكانها”.
ويرى محللون أن هذا الجدل يعكس انقساماً أيديولوجياً عميقاً حول هوية نيويورك السياسية والاجتماعية، خاصة أن المدينة تضم أكبر جالية يهودية في العالم خارج إسرائيل، فيما يُنظر إلى فوز ممداني كتحول في المزاج الشعبي نحو اليسار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي.
وبينما يرى مؤيدوه أن انتخابه يمثل “فصلاً جديداً في تاريخ المدينة”، يعتبره خصومه “إنذاراً مبكراً بتغير وجه أميركا السياسي والثقافي في السنوات القادمة”.





