محكمة إسرائيلية تمدد اعتقال المدعية العسكرية السابقة يفعات يروشالمي بتهمة تسريب فيديو اعتداء جنسي على أسير فلسطيني

مددت محكمة الصلح الإسرائيلية في تل أبيب، الأربعاء، اعتقال المدعية العسكرية السابقة يفعات تومر يروشالمي حتى يوم الجمعة المقبل، في إطار التحقيقات المتعلقة بتسريب فيديو يوثق اعتداءً جنسيًا ارتكبه جنود إسرائيليون بحق أسير فلسطيني داخل معتقل “سدي تيمان” سيئ السمعة.

التمديد الثاني للاعتقال

ووفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية، وافقت المحكمة على تمديد اعتقال يروشالمي للمرة الثانية منذ توقيفها، الاثنين الماضي، مشيرة إلى أن القرار جاء استجابة لطلب الشرطة الإسرائيلية لمواصلة التحقيق في القضية.

وأوضحت الهيئة أن المحكمة سمحت ليروشالمي بعدم المثول شخصيًا في جلسة التمديد، والاكتفاء بالمشاركة عبر تطبيق “زوم”، دون توضيح الأسباب وراء هذا الطلب.

موجة انتقادات وتحريض يميني

ولم تفصح السلطات الإسرائيلية عن الدوافع الرسمية لطلب عدم الحضور، إلا أن تقارير عبرية أشارت إلى أن يروشالمي تتعرض مؤخرًا لحملة عنيفة من الانتقادات والتحريض من قبل اليمين الإسرائيلي، على خلفية تسريب المقطع المصور الذي هزّ الرأي العام المحلي والدولي.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت يروشالمي الاثنين ومددت احتجازها حتى الأربعاء، قبل أن تعود اليوم لتمديد الاعتقال حتى الجمعة المقبلة، وسط تشديد أمني وإعلامي على سير التحقيقات.

خلفية القضية

تعود القضية إلى يوليو/ تموز 2024، حينما قام خمسة جنود إسرائيليين بالاعتداء جنسيًا وتعذيب أسير فلسطيني من قطاع غزة في معتقل “سدي تيمان” العسكري جنوب إسرائيل، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة وتمزق في المستقيم، وفق ما أوردته وسائل إعلام عبرية.

وأثار تسريب الفيديو خلال الأيام الماضية غضبًا واسعًا داخل إسرائيل وخارجها، بعد أن كشف مشاهد صادمة من داخل المعتقل، الذي وصفته منظمات حقوقية بأنه “مركز تعذيب منظم” بحق الأسرى الفلسطينيين.

قرارات عسكرية وإقالة مثيرة للجدل

وعلى خلفية التسريب، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، السبت، إقالة يروشالمي من منصبها وتجريدها من رتبها العسكرية، رغم أنها كانت قد قدمت استقالتها قبل ذلك بيوم واحد.

وفي رسالة الاستقالة التي نشرتها وسائل إعلام عبرية، قالت يروشالمي:

“سمحت بنشر مواد لوسائل الإعلام لدحض الدعاية الكاذبة ضد أجهزة إنفاذ القانون في الجيش الإسرائيلي”.

معلومات حول الأسير الفلسطيني

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها هيئة البث، أن الأسير الفلسطيني الذي ظهر في الفيديو أُطلق سراحه في 13 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ضمن صفقة تبادل بين تل أبيب وحركة حماس، إلا أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من الحركة أو من المؤسسات الفلسطينية المعنية بشؤون الأسرى حول ذلك.

انتهاكات متصاعدة ضد الأسرى الفلسطينيين

ويقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة عدد منهم، بحسب منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

وتزايدت الاعتداءات بحق المعتقلين منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي استمرت لمدة عامين كاملين بدعم أمريكي، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال.