تحالف “صمود” السوداني يجري مباحثات مع الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا لبحث وقف إطلاق النار

أعلن التحالف المدني لقوى الثورة في السودان (صمود)، الأربعاء، أنه أجرى اجتماعات مكثفة مع مسؤولين في الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث سبل إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع.
لقاءات مع مفوضية الاتحاد الإفريقي
وقال التحالف، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، في بيان رسمي، إن وفده الذي يزور العاصمة الإثيوبية عقد اجتماعات بمقر الاتحاد الإفريقي مع مسؤولي ملف السودان ومفوضية الاتحاد، لمناقشة التطورات الميدانية ومسارات الحل السياسي.
وأوضح البيان أن اللقاءات تناولت أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار عاجل في السودان، وفقًا لـ خارطة طريق الرباعية الدولية، بما يوقف الانتهاكات الجسيمة الناتجة عن الحرب، ويؤسس لـ ترتيبات تضمن حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
الرباعية الدولية وخطة التسوية السياسية
وأشار التحالف إلى أن الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، كانت قد تشكّلت في سبتمبر/ أيلول 2025 بهدف دعم تسوية سياسية شاملة في السودان.
ودعت الرباعية آنذاك إلى هدنة إنسانية أولية لمدة 3 أشهر لتمكين دخول المساعدات، يليها وقف دائم لإطلاق النار، ثم عملية انتقالية شاملة تستمر 9 أشهر تؤدي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة تحظى بالشرعية والمساءلة.
رؤية التحالف المدني
وأوضح بيان التحالف أن وفده طرح رؤيته حول تنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية، وكيفية الربط بين مسارات العملية السلمية المختلفة لتحقيق سلام عادل ومستدام في السودان.
وأضاف أن الوفد سيواصل خلال الأيام المقبلة لقاءاته مع ممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإقليمية والدولية، في إطار جهوده لـ الاستجابة للتطورات المأساوية والسعي إلى إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن ملايين السودانيين.
دعم دولي متواصل
ويأتي تحرك تحالف “صمود” بعد يوم من إعلان البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تواصل جهودها مع الشركاء الدوليين لإنهاء العنف في السودان.
كما صرّح وزير الدفاع السوداني حسن داؤود كبرون أن بلاده ترحب بأي مبادرة خارجية تهدف إلى إنهاء الحرب ومعاناة المدنيين، مشيرًا إلى وجود مناقشات حول مقترحات متعددة لوقف إطلاق النار.
خلفية الصراع في السودان
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول المرحلة الانتقالية، ما أدى إلى مجاعة واسعة النطاق ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق المدنيين وفق منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تقسيم جغرافي فعلي للبلاد.
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على الولايات الخمس لإقليم دارفور غرب السودان، باستثناء بعض المناطق الشمالية من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني، بينما يحتفظ الأخير بسيطرته على الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
