مقالات وآراء

د. تامر المغازي يكتب: بين افتتاحين.. شبح ديون الخديوي إسماعيل يعود من جديد!

تمر مصر بلحظة تاريخية تشبه إلى حدٍ مخيف لحظات مصيرية سابقة في تاريخها.

فبينما تستعد البلاد لافتتاح المتحف المصري الكبير باحتفالية ضخمة، تطل علينا ذاكرة التاريخ بوجهها القاسي لتحذرنا من تكرار نفس السيناريو الكارثي الذي بدأ باحتفال قناة السويس عام 1869 وانتهى بالاحتلال البريطاني.

الجنون ذاته.. بلباس جديد!


في نوفمبر 1869، أنفق الخديوي إسماعيل ثروات الشعب المصري على احتفال أسطوري بقناة السويس، مدعياً أن مصر أصبحت “قطعة من أوروبا”. واليوم، نشهد نفس البذخ في افتتاح المتحف المصري الكبير بتكلفة تتجاوز المليار دولار، بينما يئن الشعب تحت وطأة الغلاء وانهيار قيمة الجنيه.

الكارثة تبدأ باحتفال!
فلنكن صريحين التاريخ يعيد نفسه لمن لا يتعلم من دروسه.

فبينما تدعي الحكومة أن المتحف استثمار سياحي، فإن الحقائق تؤكد أننا أمام كارثة جديدة من نفس اللعبة القديمة .

التمويل الوهمي القروض اليابانية الميسرة ما هي إلا ديون جديدة تضاف إلى جبل الديون القائم الذي تجاوز 197 مليار دولار.

الأولويات المقلوبة كيف ننفق المليارات على متحف بينما المستشفيات تفتقر لأدوية الأساسية والمدارس تعاني من الازدحام؟

الوعود النظام الكاذبة لا تتغير نفس الوعود بجذب السياح وتحسين الاقتصاد سمعناها في مشاريع سابقة، والنتيجة مزيد من الديون وأقل من التنمية.

الوجه المقارن خديوي الماضي (قناة السويس)

خديوي الحاضر (المتحف الكبير)
الهدف الحقيقي استعراض القوة وإبهار الغرب استعراض القوة وإبهار العالم
التمويل قروض أجنبية خيالية قروض أجنبية “ميسرة” لكنها مدمرة
النتيجة المتوقعة الإفلاس والاحتلال مزيد من الأزمات الاقتصادية والتبعية

إن من ينظر إلى احتفالات اليوم يشعر بأننا لم نتعلم من دروس الماضي.

فالبذخ نفسه، والاستدانة نفسها، والادعاءات نفسها عن “المشاريع العملاقة” و”الاستثمارات الضخمة” كلها شعارات سمعناها من قبل.

إن شعب مصر الذي دفع ثمن حفلات الخديوي إسماعيل لمدة قرن كامل، يُطلب منه اليوم أن يدفع ثمن حفلات العصر الجديدة.

والسؤال الذي يفرض نفسه كم سنة سيدفع الشعب المصري ثمن هذه الاحتفالات؟

وهل سنرى “صندوق دين” جديدا ولكن هذه المره تحت مسمى “مساعدات” و”قروض ميسرة”؟

إنني أرى في الأفق كارثة اقتصادية جديدة، وأسمع صراخ التاريخ يحذرنا: “توقفوا قبل فوات الأوان!”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى