مباحثات مصرية جزائرية لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة والتحضير لاجتماع دول جوار ليبيا

بحث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأربعاء، تطورات الأوضاع في قطاع غزة وجهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، إلى جانب التحضيرات لاجتماع دول جوار ليبيا المقرر عقده الخميس في الجزائر.
رسالة من السيسي إلى تبون
ووفق بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية، نقل عبد العاطي إلى الرئيس تبون رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضمنت “خالص التحيات والتقدير للجزائر الشقيقة وتمنياته لها بدوام التقدم والازدهار”.
وتناول اللقاء العلاقات الأخوية والتاريخية بين القاهرة والجزائر، وما تشهده من “زخم متصاعد على المستويين السياسي والاقتصادي”، مؤكدًا على أهمية تعزيز التنسيق بين البلدين في الملفات الإقليمية المشتركة.
تثبيت وقف النار في غزة
استعرض وزير الخارجية المصري نتائج قمة شرم الشيخ للسلام وما تمخضت عنه من اتفاق تاريخي لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشددًا على “أهمية البناء على هذا الإنجاز لضمان تثبيت وقف إطلاق النار، وتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، تمهيدًا لبدء جهود إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار”.
كما أشار إلى التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة، والمقرر عقده خلال شهر نوفمبر الجاري في القاهرة بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.
ويأتي ذلك في ظل استمرار وقف إطلاق النار بغزة منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تتضمن في مرحلتها الأولى وقف الحرب، وانسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي، وتبادلًا للأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية، فيما تشمل المرحلة الثانية نشر قوة دولية لحفظ السلام ونزع سلاح حماس وإعادة إعمار القطاع.
ورغم سريان الاتفاق، خرق الاحتلال الإسرائيلي الهدنة عدة مرات، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من الفلسطينيين بين قتيل وجريح.
اجتماع دول جوار ليبيا
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد عبد العاطي أن مشاركة القاهرة في اجتماع الآلية الثلاثية لدول جوار ليبيا المقرر عقده الخميس، تأتي في إطار حرص مصر على تنسيق الجهود مع الجزائر وتونس لدعم الحل السياسي الليبي – الليبي برعاية الأمم المتحدة، بما يحافظ على وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وأوضح الوزير أن الآلية الثلاثية، التي تضم مصر والجزائر وتونس، تأسست عام 2017 وتوقفت عام 2019، قبل أن تُستأنف في مايو الماضي باجتماع ثلاثي تشاوري في القاهرة.
🔹 تعاون مصري جزائري موسّع
وخلال لقائه نظيره الجزائري أحمد عطاف، شدد عبد العاطي على أهمية الإعداد الجيد للدورة التاسعة للجنة العليا المصرية – الجزائرية المشتركة، المقرر عقدها في القاهرة هذا الشهر، باعتبارها “فرصة لتعزيز التعاون في القطاعات ذات الأولوية، خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية”.
كما أكد الوزير المصري ضرورة استمرار التنسيق الثنائي بشأن الأوضاع في ليبيا ودعم المسار السياسي الداخلي، بما يضمن استقرار البلاد وتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات المنتظرة.
المشهد الليبي الراهن
تعيش ليبيا انقسامًا سياسيًا بين حكومتين متنافستين؛ الأولى برئاسة أسامة حماد ومقرها بنغازي شرق البلاد، والثانية حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس غربًا.
ويأمل الليبيون أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى إنهاء الفترات الانتقالية والصراعات المستمرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، وفتح الطريق أمام استقرار سياسي شامل في البلاد.







