مدير منظمة الصحة العالمية: المجاعة تضرب مدينة الفاشر السودانية وتتهدد مناطق أخرى

أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأربعاء، تأكيد وجود مجاعة في مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، محذرًا من خطر اتساع نطاقها إلى مناطق أخرى داخل السودان والجارة جنوب السودان.
تحذير أممي من كارثة إنسانية متفاقمة
وقال غيبريسوس، في تدوينة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن الإعلان يستند إلى التقارير الأخيرة الصادرة عن نظام تصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل التابع للأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الوضع في السودان “بلغ مرحلة حرجة للغاية”.
وأوضح أن نحو 50 مليون شخص في السودان وجنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية يواجهون خطر الجوع الشديد، وأن “الكثيرين باتوا يشعرون بالقلق بشأن كيفية إطعام أسرهم”.
وأضاف مدير منظمة الصحة العالمية:
“تأكدت المجاعة في بعض مناطق السودان، مثل الفاشر وكادقلي، وهناك خطر من أن تمتد إلى أجزاء أخرى من البلاد، بل وإلى جنوب السودان”.
“المجاعة تعني أننا تأخرنا كثيرًا”
وحذر غيبريسوس من أن إعلان المجاعة يعني أن الناس يموتون بالفعل من الجوع وسوء التغذية، مؤكدًا أن الوضع الإنساني الكارثي يتطلب تحركًا عاجلًا.
وقال:
“المجاعة تعني أننا متأخرون جدًا، وأن الناس يموتون بالفعل من آثار سوء التغذية”.
ودعا إلى زيادة فورية وكبيرة في حجم المساعدات الغذائية والطبية الموجهة للسودان، مشيرًا إلى أن منظمة الصحة العالمية، بدعم من شركائها، تعمل على الوصول إلى كل من يحتاج إلى الرعاية في المناطق المنكوبة.
خلفية الحرب والمجاعة في السودان
ويشهد السودان منذ أبريل/ نيسان 2023 حربًا مدمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على خلفية خلاف حول المرحلة الانتقالية، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، شملت مجاعة واسعة النطاق، ومقتل عشرات الآلاف، ونزوح نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، وارتكبت مجازر بحق المدنيين وفق تقارير منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تقسيم جغرافي فعلي للسودان.
خريطة السيطرة الميدانية
وتسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرب السودان، باستثناء بعض المناطق الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش السوداني، وتشمل محافظات كرنوي وأمبرو والطينة.
ويُعد إقليم دارفور من أكثر المناطق تضررًا، حيث أدى الحصار القاسي وقطع الإمدادات الإنسانية إلى انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية والغذائية، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن المجاعة قد تتحول إلى “كارثة إقليمية” إذا لم يتم التدخل العاجل.



